حالة من توتر تسود العاصمة الليبية طرابلس، على خلفية المظاهرات التي كانت ابرز مطالبها اقالة المجلس الرئاسي لدفع الأزمة بين طرفي الصراع ، السراج و حفتر إلى طاولة الحوار السياسي مجددا.
اكد عضو مجلس النواب الليبي عيسى العريبي إن “الفرصة لا تزال ممكنة للحوار في ظل محدودية المظاهرات الاحتجاجية في طرابلس و وحذر من أن “الاستهانة والتباطؤ في التحرك نحو الحوار السياسي لا يهددان باستمرار المظاهرات واتساع مداها في طرابلس فقط، بل في عموم ليبيا”
ودعا الجميع إلى «المسارعة للجلوس على طاولة الحوار السياسي والالتفاف حول مبادرة عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، باعتبارها مبادرة متكاملة وقادرة على إنقاذ الوطن و ان هذه المظاهرات لو زادت ستطيح بالجميع
ورغم أن العريبي يرى أن المظاهرات «كشفت عن ضعف المجلس الرئاسي وتفككه وافتقاد حكومته للدعم الشعبي وما سيترتب على ذلك من فقد للدعم الدولي»، إلا أنه يتوقع إبداء حكومة الوفاق شيئا من المرونة في التعاطي مع الحوار السياسي،.
واتخذ فائز السراج رئيس حكومة الوفاق مجموعة من القرارات التي وصفت بأنها تستهدف ترضية المتظاهرين، وقطع الطريق على منافسيه بالعاصمة، بينها تشغيل وتدريب العاطلين عن العمل من شريحة الشباب، وتشكيل لجنة لمراجعة مصروفات وزارة الصحة، إلى جانب تخصيص ميزانية عاجلة للبلديات واعتماد لائحة الإيراد المحلي وتعيين وزير دفاع ورئيس أركان جديدين في طرابلس.
فائز السراج و وقف اطلاق النار
وقد دعى السراج إلى وقف شامل لإطلاق النار في الأراضي الليبية، على أن تصبح منطقتا سرت والجفرة منزوعة السلاح، وتقوم الأجهزة الشرطية من الجانبين بالاتفاق على الترتيبات الأمنية داخلهما، و إضاف ان الدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في مارس (آذار) المقبل، وفق قاعدة دستورية مناسبة سوف يتم التوافق عليها بين الليبيين.
و قد اعربت البعثة الأممية في ليبيا عن قلقها إزاء ما تشهده البلاد من تحول، و اكدت على ضرورة العودة إلى عملية سياسية شاملة ومتكاملة.
اتفاق السراج
ودعا بعض السياسيين الليبيين إلى المسارعة لتفعيل اتفاق السراج وصالح، استبعد عضو مجلس النواب بطرابلس محمد الرعيض حدوث ذلك، وقال : “ان الفرصة لا تزال موجودة أمام أي وساطة دولية، والمظاهرات في طرابلس ليست بالحجم الذي يتم الحديث عنه”.
واضاف العريض ان المتظاهرين “مجموعة من الغوغاء ارتكبوا أخطاء وتم منعهم من قبل قوات الأمن الموجودة بالعاصمة طرابلس “، مستدركا أن “أي مظاهرة يجب أن تحصل على إذن من الحكومة، وهذا الأسلوب متعارف عليه عالميا، حيث يتم تحديد موعد ومكان محدد للتظاهر و ما حدث في طرابلس هو توجه هؤلاء الغوغاء إلى منزل رئيس الحكومة منتصف الليل، وبالتالي كان على القوات الامنيه التعامل معهم وتفريقهم”.