أخفقت الجهود السياسية التي اتبعتها الحكومة السودانية في التعامل مع المشكلات المتفاقمة في شرق البلاد وأصبحت تمثل أزمة كبيرة قد تتحول إلى أزمة إقليمية توتر علاقتها بدول مجاورة، لأن المنطقة تتماس مع ثلاث دول هي مصر وإريتريا وإثيوبيا.
وأعلن مجلس قبلي في شرقي السودان السبت إغلاق موانئ بالبحر الأحمر والطريق القومي بين مدينة بورتسودان في الشرق والعاصمة الخرطوم لليوم الثاني بمشاركة تنظيمات سياسية ومجتمعية لدفع الحكومة للاستجابة لمطالبهم.
وتنكأ أزمة الشرق جرحا إقليميا جديدا أمام الحكومة التي لا تزال تبحث عن صيغة لتهدئة الأمور في الجنوب عقب تجميد الحوار مع جناح الجبهة الشعبية الذي يرأسه عبدالعزيز الحلو، وفي الغرب بعد إظهار الأمم المتحدة غضبها أخيرا مما يجري في دارفور، الأمر الذي يستفيد منه فلول النظام السابق لتشتيت انتباه الحكومة.
انها فعلا احداث مؤلمة وغريبة تحصل في السودان، ولم يعد الاخ المتابع او السيد المراقب يستطيع ان يلحق بكل هذه الاحداث المتراكمة، والمرء يفكر ان يغلق كل خطوط المعلومات ويلتفت لزراعة الأرض أو الفلاحة او حتى قراءة كتب الخيال العلمي لانها افضل من الاخبار السودانية هذه الأيام.