ارتفعت حصيلة المواجهات القبلية في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور إلى 56 قتيلا وفق الامم المتحدة في وقت تواصل القتال الثلاثاء على الرغم من نشر الحكومة قوات في المدينة.
وقال مكتب الامم المتحدة للشؤون الانسانية في السودان اوتشا في بيان تلقته اجهزة الاعلام “قتل 56 شخصا في القتال بين المساليت والقبائل العربية”.
واضاف البيان “سمعت اصوات اطلاق النار صباح يوم السادس من نيسان / ابريل في كل اجزاء المدينة ,كما تم تدمير محطة كهرباء المدينة مما تسبب في حرمانها من خدمات الكهرباء “.
وفي وقت مبكر الثلاثاء أعلنت لجنة أطباء السودان فرع غرب دارفور ارتفاع حصيلة المواجهات القبلية التي اندلعت في الولاية منذ السبت إلى 50 قتيلًا.
وقالت اللجنة في بيان تلقته وسائل الاعلام “أحصت اللجنة حصيلة جديدة من الضحايا بلغت 32 قتيلا و78 جريحا ليرتفع العدد الكلي منذ بداية الأحداث إلى 50 قتيلا و132 جريحا”.
وأضاف البيان أنه “على الرغم من الهدوء النسبي منذ ليلة أمس (الاثنين) إلا أن الطواقم الطبية … ما زالت تعاني صعوبات بالغة في الحركة”.
واكدت اوتشا أن الحكومة نشرت الحكومة قوات في المدينة.
واضاف البيان ” رصدت المفوضية الحكومية للشؤون الانسانية بغرب دارفور فرار بعض المواطنين الى دولة تشاد المجاورة ” بدون ان تورد ارقاما بشأنهم.
وكانت الأمم المتحدة أفادت الاثنين بمقتل 40 شخصا وإصابة العشرات بسبب العنف الذي دار بين قبيلة “المساليت” الإفريقية وقبائل عربية في مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور.
وأكد مواطنون من المدينة لوكالة فرانس برس سماعهم دوي إطلاق نار صباح الثلاثاء من ناحية جنوب غرب المدينة.
وقال محمد أحمد عبد الرحمن أحد سكان المدينة لفرانس برس عبر الهاتف “ليلة أمس (الاثنين) كان هناك هدوء لكن صباح اليوم سمعنا أصوات إطلاق نار من ناحية حي الجبل استمر لحوالي ساعة”.
وأكد مواطن آخر سماعه إطلاق النار، على الرغم من بعد مسكنه بحوالي ثلاثة كيلومترات من حي الجبل في الجنينة.
وفي ضوء ما حدث، أعلن مجلس الدفاع السوداني ليل الاثنين حال الطوارئ بولاية غرب دارفور وأرسل قوات أمن إلى المنطقة.
وعلقت الامم المتحدة أعمالها الانسانية في الجنينة وألغت رحلاتها الجوية إلى المدينة التي تُستخدم كمركز لتقديم المساعدات الانسانية إلى 700 ألف شخص.
– بداية الاشتباكات
واكد مواطنون بالجنينة لفرانس برس بأن التوتر بدأ عقب مقتل اثنين من افراد قبيلة المساليت بواسطة مسلحين مجهولين وهو ما اكدته اوتشا.
وقال محمد صالح احد المواطنين لفرانس برس عبر الهاتف ” المشكلة بدأت عقب مقتل اثنين من المساليت يوم السبت وفي اثناء تشييعهما وقع اطلاق نار على المشيعين “.
واشار عبد الرحمن محمد احمد الى أن بداية اطلاق النار كانت من حي الجبل الواقع جنوب غرب المدينة واضاف ” بعد الهجوم على المشيعين انتشر اطلاق النار في كل اجزاء المدينة” .
وفي كانون الثاني/يناير الماضي قُتل حوالى 50 شخصا في اشتباكات بين مجموعات تنتمي إلى القبائل العربية وأخرى تنتمي الى قبيلة “المساليت” الافريقية.
ويعاني إقليم دارفور الواقع غرب البلاد من اضطرابات منذ عام 2003 عندما حملت السلاح مجموعات تنتمي إلى أقليات إفريقية بحجة تهميش الاقليم سياسيا واقتصاديا ضد حكومة الخرطوم التي ناصرتها مجموعات عربية.
وتراجعت حدة القتال في الاقليم خلال السنوات الثلاث الأخيرة ولكن الاشتباكات القبلية ظلت مصدر التهديد الرئيسي للأمن في الاقليم.
وفي نهاية كانون الاول/ديسمبر الماضي أنهت رسميا بعثة حفظ السلام المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي مهمتها في الاقليم التي بدأتها في عام 2007.