ارتفاع حصيلة قتل الثوار.. من يستهدف قيادات لجان المقاومة..؟

ارتفعت حصيلة الاصابات والوفيات للثوار اثناء المليونيات بشكل تصاعدي، مما أثار غضباً بين المواطنين، حيث اعتبر البعض أن الاصابات بالرصاص الحي والمطاطي، وعبوات الغاز المسيل للدموع، تعتبر استهدافاً مباشرا للفاعلين والناشطين الذين يتقدمون الصفوف الأمامية في المواكب من لجان المقاومة عبر الأجهزة الأمنية وبعض الجهات.
(الجريدة) استطلعت عدداً من لجان المقاومة بالخرطوم والولايات عن حقيقة استهداف لجان المقاومة من قبل الاجهزة الأمنية؟

رسالة في بريد الأجهزة الأمنية

أعضاء من لجان مقاومة الخرطوم بعثوا برسالة الى الأجهزة الامنية والمجلس السيادي أنه يجب على اللجنة الامنية لنظام الانقاذ أن تستوعب بأن المقاومة فكرة وليست أفرادا، وان المقاومة السلمية وثقافتها اصبحت في كل البيوت والحواري، وتنظيم موكب أو وقفة احتجاجية وتتريس الشارع لم يعد سراً او تكتيكاً لكي يتم من خلال أفراد محددين، ويجب عليها أن تعي بأن كلما قُتل ثائر امتدت مئات الايادي لحمل الراية ومواصلة الطريق. وأن المقاومة السلمية الآن ثقافة مجتمع وشعب وان لجان المقاومة اليوم قنوات تنظيمية للحراك الجماهيري وتنسيقه، ومفاهيم الثورة ومطالبها في كل ثائر ووطني مؤمن بالتحول الديموقراطي ودولة المدنية والمؤسسية والقانون. واذا استمعت اللجنة الامنية فقط للأناشيد التي ينشدها الاطفال اليوم لفهموا بأن المقاومة لم تعد أفراداً وقيادات بل هي مقاومة جماهيرية للانقلاب.

انتهاكات في الأقسام

ومن جهتها أشارت لجان مقاومة الخرطوم الى أن استهداف لجان المقاومة من قبل الاجهزة الامنية والشرطية لم يبدأ عقب انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي، بل عقب مجزرة فض اعتصام القيادة العامة، حيث استمرت الأجهزة الامنية تواصل في قمع المواكب واعضاء لجان المقاومة والثوار في الاجسام الثورية الأخرى، وأكدت على تعرض الكثيرين منهم لاشكال مختلفة من الانتهاكات في اقسام الشرطة، ونوه الى أن لجان المقاومة لا تمتلك معلومات حول تلك القوة وشكل تكوينها او صلاحياتها او كيف يتم شكل التجنيد لهذه القوات وتأهيلها وتدريبها، وطالبت منظمات حقوق الانسان للتحقق من تلك القوة التي اطلق عليها اسم (الفيدرالية) ونوهت الى أن الاستهداف الذي تمارسه الأجهزة الأمنية والقوات الشرطية ليس فقط لاستهداف لجان المقاومة، بل استهداف لكافة القوى الثورية الحية، وأضاف: يجب أن لا نقع في فخ المسميات، فهو في الاصل استهداف للثوار بشكل عام من الناشطين في الحراك الثوري المطلبي في الاساس. وأشارت الى أن الاستهداف طال الكثير من الناشطين والفاعلين في المشهد السياسي السوداني وحتى الصحافة المحلية والعربية قد ذاقت من ويل القمع.

استهداف غاضبون وملوك الاشتباك

واعتبرت لجان مقاومة الخرطوم أنها الأكثر استهدافاً بشكل ممنهج، استخدمته الأجهزة الانقلابية بعد أن رفعت لجان المقاومة والاجسام الثورية كـ(غاضبون وملوك الاشتباكات وغيرهم من الاجسام الثورية) شعارات اللاءات الثلاث والتزامها التام بـــ( لا شراكة أو تفاوض أو شكل من اشكال الشرعنة للانقلابيين و المجلس العسكري وغرفة البشير الأمنية). وتابعت: على الرغم من أن قيادات اللجنة المركزية لـ(قحت) وبقية الاحزاب يجاهرون بالتزامهم باللاءات الثلاث في كل المنصات إلا أنهم توقفوا عن استهدافهم.
وأكدت على أن قرار القائد العام ورئيس المجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، بمنح حصانات وصلاحيات غير مسبوقة واعادة جهاز الامن والخابرات بغرفة العمليات المعروفة. يتم استهداف مباشر بالقتل لثوار تكررت مشاركتهم في المواكب في الخطوط الامامية، وقد تكون بتنميط مثل (شكل الشعر ونوع الملابس او الفئة العمرية الخ)، بجانب الاستهداف بقتل الشخصية وحربهم الاعلامية والاسفيرية من خلال تنميط الثورة وثوارها (بالعطالة والصعاليك والزندقة والعمالة) فضلاً عن العمل داخل لجان الاحياء لزرع بذور الخلافات بين الثوار ووصفهم بالمساقين وراء الاحزاب وغيره من الاوصاف المكررة. كما يتم استهداف من نوع آخر على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا) في محاولات لتشويه مفهوم الثوري والثائر بابتذال، ومن خلال منابر بعض الدعاة الدينيين من أمثال الشيخ مزمل فقيري وغيرها من أساليب الاستهداف للجان المقاومة والثوار. لكن نؤكد على أن هناك خطوات تأمينية للجان المقاومة، وان عضوية لجان المقاومة حذرة وواعية بأنها الآن مستهدفة وحريصة على تجنب الاعتقالات والاغتيالات، واردف : لكن هي أيضاً مُدركة أن الكاتبو الله هو البيكون.

انتهاكات مستمرة

أدانت لجان مقاومة امبدة المنصورة الانتهاكات المستمرة التي تمارسها اللجنة الامنية في حق الثوار، وكشفت عن اعتقال عضو لجان مقاومة أمبدة المنصورة محمد (دراش)، وقالت ترجع تفاصيل الحادثة الى انه قامت قوات ترتدي زي مدني باعتقال (دراش) في منطقة بانت غرب بأمدرمان، وتم نهبه وضربه وحلق شعره مما تسبب في خلع الكتف واصابة (كف) اليد اليسرى بتمزق حاد، وصفتها بالصورة الوحشية، واضافت: مازالت آلة القمع تمارس هوايتها في اغتيال واعتقال وترهيب الثوار بممارسة أقصى أنواع الانتهاكات الجسيمة في حق كل ثائر يتم اعتقاله، وأكد على أن الثورة في تحدي صريح لمبدأ سيادة القانون، وحملت المجلس (الانقلابي) مسؤولية سلامة الترس محمد (الدراش)، واردفت: نؤكد للمجلس الانقلابي على استمرار حراكنا السلمي لانتزاع دولة الحرية، السلام، والعدالة.

كسر شوكة لجان المقاومة

أكد عضو لجان مقاومة امبدة (م، ج) على أن استهداف لجان المقاومة بالقتل والاعتقال هو استهداف ممنهج بغرض كسر شوكة لجان المقاومة، واتهم عناصر حزب المؤتمر الوطني المحلول برفع تقارير اعضاء لجان المقاومة بالأحياء الى الأجهزة الامنية، وأشار الى أنه تم تشكيل لجان من داخل اعتصام القصر الجمهوري لتكون جسماً موازياً لعمل لجان المقاومة بالاحياء بالاضافة الى ذلك تعمل على رفع تقارير ورصد للجان المقاومة، واضاف: (وكل ذلك لا يكسر شوكة لجان المقاومة والثورة تحمي نفسها بنفسها)، ودعا لجان المقاومة بأن يكون لها تمثيل في مبادرة المبعوث الاممي للحوار لكي تكون ترس حقيقي تجاه أي تجاوزات.

تغطية جريمة

ورأى عضو لجان مقاومة محلية ابو حمد (خ، م) أن القمع الذي تمارسه سلطة المجلس السيادي الانقلابي المفروضة بقوة السلاح على رقاب الشعب السوداني والعنف المفرط في مواكب الرفض للانقلاب، لم يكن سوى تغطية لجريمة أكبر، ودلل على ذلك بأن كل الشهداء الذين سقطوا منذ الخامس والعشرون من اكتوبر الماضي تم انتقائهم بعناية متناهية. وأغلب الذين سقطوا حول القصر او في شارع الاربعين وابتداءً من المجزرة التي ارتكبت في بحري من لجان المقاومة الفاعلين، ومن لا يذكر ست النفور ورفاقها في بحري وبيبو والروسي ورفاقهم في أم درمان وكذلك مضوي صاحب مبادرة الحرية لتوباك. وأكد على أنه لم يكن انتقال المجازر من بحري لام درمان للخرطوم عشوائياً ولا محض صدفة ولم تتكرر في أم درمان اعتباطاً، إلا أنه عاد واستدرك قائلاً: لكن لن يثنينا هذا الاستهداف ولا الرصاص فهم يريدون القضاء على جيل كامل ولكن نسوا أنها ثورة.