حالة من الإظلام الكامل تعيشه العاصمة دمشق وباقي المحافظات والبلدات السورية بسبب الإنطفاء التام في الكهرباء في سوريا نتيجة انفجار أحد خطوط الغاز المغذية للكهرباء منتصف أغسطس الجاري.
واتهمت حكومة النظام السوري التفجير الذي وقع في خط العربي للغاز والذي أدى إلى انقطاع الكهرباء في سوريا جهات ارهابية، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.
حكومة النظام السوري والانتقائية
الشلل الذي أصاب دمشق ليس الأول من نوعه ولكنه الأطول حيث يعاني السكان من انقطاع يومي ولساعات طويلة للتيار الكهربائي جراء برنامج التقنين الذي تتبعه حكومة النظام السوري على مدار السنوات الماضية والذي أدى لنتائج كارثية على جميع السكان خصوصا القطاع الصناعي والخدمي.
مراسلة “تطبيق خبِّر” الميدانية في دمشق “عفراء عبد العال” قامت بزيارة عدد من المعامل وورشات الخياطة التي أغلقها انقطاع التيار الكهربائي رغماً عن أصحابها.
محمد خير الدين سيوفي صاحب أحد معامل البلاستيك في حي نهر عيشه في دمشق أغلق أبواب معمله المخصص لتصنيع البلاستيك وقام بتسريح عماله، لعدم قدرته على تسديد أجورهم نظراً لتوقف العملية الإنتاجية بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وعدم قدرته على تحمل تكلفة تشغيل المولدات الكهربائية.
وقد قال محمد خير الدين سيوفي إن الخسارة المادية من إغلاق المعمل هي الأقل اقتصادياً من تشغيله في ظل الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي وما يتسبب به من تضرر الآلات وإضعاف القدرة الإنتاجية.
حيث أن التيار الكهربائي في دمشق يعمل بانتقائية في القطع والوصل بالنسبة لأحياء المدينة، فحي نهر عيشه الذي يوجد فيه معمل البلاستيك هو حي شعبي ومن الأحياء العشوائية التي تتأثر بالدرجة الأولى بأي طارئ على التيار الكهربائي، فأي ضعف أو ضغط أو عطل سيقطع التيار عن هذا الحي والأحياء العشوائية التي تشابهه.
ومع استمرار انقطاع الكهرباء في سوريا ، ومع ازدياد الوضع سوء في دمشق فإن أعداد المسرحين من عملهم يزداد يومياً، وقد وصل مؤخراً لأكثر من 350 عاملاً، يعملون في معامل وورشات خياطة تتواجد في الأحياء الشعبية.
وبالتالي فإن هؤلاء العمال وعائلاتهم مهددين بخطر الفقر الغذائي لخسارتهم مصادر دخلهم وعدم توفر فرص بديلة في مدينة يسودها الغلاء الفاحش ويطوقها الحصار الاقتصادي المفروض على البلاد بموجب تطبيق قانون “قيصر” الأمريكي.