اندلعت اشتباكات و اضطرابات بعد الإفطار مساء الثلاثاء عندما تبادل مستوطنون يهود، تحرسهم الشرطة الإسرائيلية، وسكان فلسطينيون الإهانات في شوارع القدس الشرقية.
وتدور اشتباكات و المواجهات خلال شهر رمضان بسبب قضية منظورة منذ وقت طويل أمام المحاكم تواجه فيها عدة أسر فلسطينية الطرد من منازلها المقامة على أرض يطالب بها المستوطنون. ومن المقرر عقد جلسة رئيسية في القضية يوم الخميس.
وصاح المستوطنون في الفلسطينيين في حي الشيخ جراح، وهو جزء من الجانب الشرقي بمدينة القدس الذي احتلته إسرائيل في حرب 1967، “عودوا إلى الأردن”.
ورد عليهم الفلسطينيون باتهامهم بالعنصرية وانتهاج أساليب المافيا.
وعلى مدى الأسبوع الماضي تنقلت شرطة مكافحة الشغب على صهوة جياد في الحي وألقت القبض على عدد من الشبان الفلسطينيين واستخدمت مدافع مياه لضخ سائل كريه الرائحة لتفريق الحشود.
ويضم حي الشيخ جراح العديد من المنازل الفلسطينية والمباني السكنية بالإضافة إلى فنادق ومطاعم وقنصليات.
وقال مسعفون فلسطينيون إن 12 فلسطينيا أصيبوا منذ يوم الأحد في أحدث اشتباكات واحتاج ثلاثة منهم لعلاج في المستشفى. وقالت الشرطة إن المحتجين رشقوها بالحجارة والمفرقعات أثناء الاحتجاجات.
وقد تؤيد المحكمة العليا الإسرائيلية في جلسة الخميس القرار الصادر عن محكمة أقل درجة بإخلاء المنازل، أو ما إذا كان بمقدور العائلات الفلسطينية المهددة بالطرد الطعن على الحكم.
وقال مدافعون عن حقوق الإنسان إنه إذا خسر الفلسطينيون المعركة القضائية فقد تمثل تلك سابقة لعشرات المنازل الأخرى في المنطقة.
وقال عبد الفتاح إسكافي لرويترز “يقتلونا بنطلع غير هيك مش راح نطلع”.
وعبرت نهى عطية (58 عاما) عن خوفها من أن يكون الدور على أسرتها إذا تم تأييد الحكم.
وقالت “أنا خايفة على بيتي، خايفة على ولادي، خايفة على كل شيء”.
وتقول مجموعة من ثماني عائلات من المستوطنين تعيش في الجهة المقابلة من المنازل التي تطالب بملكيتها إن المنطقة كانت لليهود في الماضي وإن المحكمة الإسرائيلية “قررت أننا نستطيع العودة إلى منازلنا”.
وقال أحد المستوطنين “لم نفعل شيئا مخالفا للقانون. جاء العرب من الأردن قبل 50 عاما وعليهم العودة إليها”.
ويقول الفلسطينيون إنهم يعيشون في حي الشيخ جراح منذ الخمسينيات عندما أعاد الأردن توطينهم بعد فرارهم أو إجبارهم على ترك منازلهم في القدس الغربية وحيفا أثناء القتال الذي اندلع خلال إنشاء دولة إسرائيل في 1948.
وذكرت جماعة السلام الآن الإسرائيلية المناهضة للاستيطان أن المستوطنين الذين قدموا الدعوى القضائية قالوا إنهم اشتروا الأرض بشكل قانوني من منظمتين يهوديتين كانتا اشترتا الأرض في نهاية القرن التاسع عشر.