خرج الآلاف من السودانيين، للتظاهر الاثنين في شوارع وسط الخرطوم وأحيائها وبعض الولايات للمطالبة بحكم مدني، فيما أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين بالقرب من القصر الرئاسي في وسط العاصمة وفي مدينة أم درمان.
وندد آلاف السودانيين بالاتفاق السياسي الذي وقعه قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الشهر الماضي بعدما ما أطاح البرهان بالمدنيين من الحكم الانتقالي للبلاد في أكتوبر الماضي. ورفع المحتجين أعلام السودان وكانوا يهتفون “الشعب أقوى والردة مستحيلة”. كذلك حمل آخرون لافتات كتب عليها “لا للتفاوض” وهتفوا “مدنية خيار الشعب”.
وقالت ايمان بابكر إحدى المتظاهرات قرب القصر الجمهوري “خرجت اليوم وسوف أخرج في كل موكب حتى تعود الحكومة كاملة”.
وقال قصي محمد وهو يلف جسده بعلم السودان ورسم على قميصه صورة أحد شهداء التظاهرات الماضية “لن نتوقف حتى يتحقق هدفنا في دولة مدنية ديموقراطية”.
وفي أم درمان، أطلق المتظاهرون مئات البالونات البيضاء رسم على بعضها صور بعض الشهداء الذين سقطوا منذ بدء الاحتجاجات.
ورغم ما تنفيه قوات الشرطة من قيامها بإطلاق النار على المتظاهرين، سجلت لجنة أطباء السودان سقوط 44 قتيلاً بالرصاص منذ بداية الاحتجاجات في أكتوبر المنصرم.
وأفاد شهود عيان بأن مئات المتظاهرين خرجوا إلى الشوارع في ولايتي القضارف وكسلا شرق البلاد. وقال محمد إدريس من كسلا “الآن المتظاهرون في وسط المدينة يهتفون لا لحكم العسكر”.
ومن القضارف قالت أمل حسين “تجمع حوالي 600 شخص في وسط المدينة يحملون الاعلام ويهتفون: السلطة .. الشعب”.
وفي ولاية شمال دارفور وبالتحديد في عاصمتها مدينة الفاشر، قال أحمد حسن آدم أحد الأهالي “خرج مئات من طلاب المدارس في وسط المدينة وهم يهتفون مدنية خيار الشعب”.
واليوم الاثنين، كتب تجمع المهنيين، الكيان المهني الذي لعب دوراً محورياً في الانتفاضة التي أسقطت عمر البشير في أبريل 2019، على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك “التمسك بنضالنا السلمي هو الطريق لإزالة سلطة المجلس العسكري وانتقال السلطة الفعلية لقوى الثورة المدنية”. وأضاف “لن نقبل أن تبقى بلادنا رهينة أطماع أو مخاوف حفنة من جنرالات المجلس العسكري، ولن نقبل وصايتهم على العملية السياسية