من داخل عيادة ود بدر يحاصر الحادبون على الوطن سرطان قحت الذي استشرى في جسد الوطن. وما أن بدأ الوطن يستجيب لجرعات الوعي العلاجية بالإلتفاف حول المبادرة من غالبية الشارع. يفاجأنا الحزب الشيوعي (كما كان متوقع) عبر واجهة من واجهاته المتعددة. وإن جاز التعبير عبر ترلة من الترلات (حزب الأمة القومي) بمحاولة يخجل منها كل من له مثقال ذرة من وطنية. ناهيك عن حزب وسطي يكن له الناس لعهد قريب كل التقدير والاحترام. تلك المحاولة تمثلت في لقاء برمة ناصر لفولكر من أجل تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السودانيين. يا هذا لقد تعدت وجهات النظر محطة (التقريب). فهي الآن في محطة (الاتحاد). وسؤالنا: ألم يكن فولكر قائدا لحزبكم كخروف الضحية منذ ثلاث سنوات. ماذا قدمتم للشارع طيلة فترة التبعية الفولكرية؟. لا نريد منكم دعم مبادرة ود بدر التي قطعت شوطا بعيدا نحو الخلاص الوطني. ولكن طيلة سنوات ضلالكم السياسي وأنتم ألعوبة بين صبيان قحت. ألم يفتح الله عليكم بطرح مبادرة من أجل الوطن؟. أم خوفكم من الخروج من بيت الطاعة الشيوعي حال دون ذلك؟. ورسالتنا لكم بأن المبادرة في لحظة معينة سوف تقدم الدعوة للفولكر باعتباره الضلع الثالث في الآلية الثلاثية. وبذا تكون المبادرة قد جففت كل البرك الآسنة. فماذا أنتم فاعلون وقتها؟. وخلاصة الأمر نقول: (هناك شبه إجماع من السودانيين على المبادرة. ونتيجة لذلك إن البلاد قاب قوسين أو أدنى من التحول الجذري. والعاقل من بنى مصلحته وفق المعطيات. فالسباحة عكس تيار الإجماع الوطني انتحار بلا شك).
د. عيساوي
السبت ٢٠٢٢/٨/٦