دعا وزير الخارجية السفير علي الصادق، الأمم المتحدة إلى القيام بدورها تجاه مساندة العملية الإنتقالية ودعم السلام، خاصة برامج نزع السلاح والدمج والتسريح، وعودة اللاجئين والنازحين والإستعداد للإنتخابات، مشيرا إلى تأخر فريق الأمم المتحدة في تنفيذ العديد من المشروعات والخدمات الفنية المتفق عليها. وذكرت وزارة الخارجية في بيان أن وزير الخارجية، جدد خلال لقائه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لبناء السلام والشؤون الإنسانية روزماري ديكارلو، على هامش أعمال الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة إلتزام بلاده بالتحول الديمقراطي والإنتقال السلمي، وإقامة إنتخابات نزيهة بنهاية الفترة الإنتقالية، مطالباً الأمم المتحدة بالحياد ودعم السودان. من جانبها، أوضحت ديكارلو أن هناك شحاً في التمويل من المانحين، نسبة للصعوبات التي سببتها جائحة كورونا، والعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث وجّهت كثير من الموارد للاجئين الأوكرانيين، بجانب أسباب أخرى. وجددت المسؤولة الأممية عزمها على مساعدة السودان حتى يعبر الفترة الراهنة بسلام. وتعليقاً على هذه التصريحات قال الكاتب والمحلل السياسي خالد حسن أن الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي لا يملكان سوى الوعود للشعوب، ومع ذلك يريدون فرض رأيهم والتدخل في شؤون الدول بدون مقابل. وأشار خالد إلى غياب الدعم الدولي والوعود التي بذلوها لدعم تنفيذ إتفاق جوبا لسلام السودان، والمساهمة في إعادة إعمار دارفور ولكن حتى الآن لم يصل منهم شيئ. وأكد خالد أن تصريحات المسؤولة الأممية تعتبر تنصلاً من إلتزامات الأمم المتحدة تجاه السودان. وأضاف: (من يعول على دعم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي سيحصد السراب). وإستدل خالد بتجارب كثير من الدول في أنحاء العالم، التي إنتظرت حكوماتها وشعوبها وعود المجتمع الدولي، فتدهورت أوضاعها الأمنية والإقتصادية. وطالب خبراء ومحللون سياسيون الحكومة بإبتكار حلول لأزمات السودان الحالية، بعيداً عن وعود المجتمع الدولي، خاصة في ملفات دعم إتفاق السلام، وإعادة إعمار دارفور. وأشار الخبراء إلى جهود أبناء السودان، في دارفور، مما أسهم بصورة كبيرة في إستقرار الإقليم وتشجيع العودة الطوعية وتأمين الموسم الزراعي. وقال الخبراء أن مطالبة علي الصادق للمسؤولة الأممية، فضحت زيف تصريحات المجتمع الدولي ومماطلته في تنفيذ وعوده والتعلل بالأزمات، مما يؤكد أنهم لن يقدموا الدعم المطلوب قريبا، لكنهم سيسعون بشتى السبل للتدخل في شؤون السودان الداخلية ليحققوا أجندتهم وأهدافهم المشبوهة التي سعوا لتنفيذها على مر العصور.