بدأ الاثنين التصويت المبكّر في مراكز الاقتراع في ولاية جورجيا الأميركية في لحظة سياسية مصيرية جديدة تتمثل بانتخابات فرعية مزدوجة ستحدد ميزان القوى في مجلس الشيوخ ،
بعد ستة أسابيع من الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل. وحظيت انتخابات الولاية الواقعة في جنوب شرق البلاد المرتقبة
في الخامس من كانون الثاني/يناير باهتمام على الصعيد الوطني إذ إن نتيجتها ستساهم في تحديد إلى أي مدى سيتمكّن الرئيس
المنتخب جو بايدن من تمرير أجندته السياسية عبر الكونغرس ليتم إقرارها كقوانين. وسيكون على الديموقراطيين أن يفوزوا
بالمقعدين ليتمكنوا من السيطرة على مجلس الشيوخ، بينما سيكون على الجمهوريين المحافظة على مقعد واحد فقط لضمان
احتفاظهم بالأغلبية. وشدد الجمهوريون على أهمية الفوز بانتخابات جورجيا التي يرون فيها آخر خطوط الدفاع في مواجهة
ما يصفونها بأجندة اليسار الراديكالي. وأُعلن فوز بايدن في انتخابات 3 تشرين الثاني/نوفمبر الرئاسية، بعدما أحدث مفاجأة
عندما أصبح أول ديموقراطي يفوز في جورجيا منذ العام 1992. ويشير منظّمون ديموقراطيون إلى فوز بايدن كدليل على وجود
ما يكفي من الأصوات لإهداء الحزب المقعدين في ولاية لطالما كانت تميل إلى الجمهوريين على مدى عقود، لكنها بدأت تشهد تحوّلات.
رفض ترامب للنتيجة
ورفض ترامب القبول بنتيجة الانتخابات، وأشار مرارا إلى حدوث “تزوير” مشددا على وجوب قلب النتائج في الولايات
المتأرجحة التي فاز فيها بايدن. لكن جهود الرئيس غير المسبوقة للتشكيك في النتائج أخفقت بينما بدأت الهيئة الناخبة الاثنين
التصويت للاعتراف رسميا ببايدن رئيسا مقبلا للولايات المتحدة. ودخل ترامب على خط المواجهة الانتخابية في جورجيا
حيث أقام تجمّعا انتخابيا دعما للسناتورين الجمهوريين كيلي لوفلر وديفيد بيرديو في الخامس من كانون الأول/ديسمبر.
ووصف ترامب حاكم جورجيا الجمهوري بـ”المهرّج” لعدم تشدده في الإشراف على الانتخابات وحذّر من أن الخامس
من كانون الثاني/يناير “قد يكون يوما سيئا” بالنسبة للوفلر وبيرديو.
بدوره، يتوجّه بايدن الثلاثاء إلى الولاية لدعم المرشّحَين الديموقراطيين جون أوسوف ورفايل وورنوك.
وفي ساندي سبرينغز المجاورة، اصطف ناخبون خارج مركز نورث فولتون للخدمات الاثنين بينما أدلى السكان بأصواتهم
في اليوم الأول من عملية التصويت المباشر التي تتواصل ثلاثة أسابيع. وقالت لوفلر لفوكس نيوز الاثنين إن “جورجيا هي الجدار
الواقي من الاشتراكية. علينا الصمود هنا، ليس من أجل جورجيا فحسب، بل إن مستقبل البلد بأسره يعتمد على هذه
الانتخابات وعلينا المحافظة على الأغلبية في مجلس الشيوخ”