تستأنف غدا، الأربعاء، المحادثات حول ملف الاتفاق النووي الإيراني في فيينا في وقت يخيم الحادث في موقع نطنز النووي على مجرى الأحداث.
وحذّر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اليوم الثلاثاء، من أن “عمليات تخريب” وفرض “عقوبات” لن تدعم موقف الولايات المتحدة في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني.
وقال ظريف خلال مؤتمر صحافي بعد 48 ساعة على حادث طال محطة نطنز الإيرانية لتخصيب اليورانيوم “ليعلم الأميركيون أن لا العقوبات ولا أعمال التخريب ستزودهم بأدوات للتفاوض وأن هذه الأعمال من شأنها أن تجعل الوضع أكثر تعقيدا بالنسبة لهم“.
وقال وزير الخارجية الإيراني إن مباحثات فيينا تبحث عودة الولايات المتحدة لالتزاماتها في الاتفاق النووي الإيراني ورفع العقوبات. وأضاف أن إسرائيل لعبت مقامرة بالغة السوء بتخريب منشأة نطنز النووية.
وتابع قائلا إن “هجوم نطنز سيعزز موقف طهران في محادثاتها مع القوى الكبرى لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي انسحبت منه واشنطن قبل ثلاثة أعوام.
وأضاف ظريف “أطمئنكم بأن أجهزة طرد مركزي أكثر تطورا ستوضع في منشأة نطنز في القريب العاجل”. وتابع “ظن الإسرائيليون أن الهجوم سيضعف يدنا في محادثات فيينا لكنه على العكس سيعزز موقفنا“.
ملف الأمن الجماعي
في حين صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الطريقة الوحيدة للحفاظ على الاتفاق النووي هي التزام كافة الأطراف ببنوده، مضيفا أنه بحث مع ظريف ملف الأمن الجماعي في منطقة الخليج.
أكدت روسيا أنها “تعوّل” على إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني في حال عادت الولايات المتحدة إليه، متهمة الاتحاد الأوروبي بتعريض المحادثات الجارية للخطر من خلال فرض عقوبات على إيران في مجال حقوق الإنسان.
وقال لافرورف: “نعوّل على إمكان إنقاذ الاتفاق وعلى أن واشنطن ستعود لتطبّق قرار الأمم المتحدة ذات الصلة بالكامل“.
ودعا الولايات المتحدة مجددا إلى رفع العقوبات المفروضة على طهران منذ خروج واشنطن من الاتفاق في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.
كذلك، حمل وزير الخارجية الروسي بقوة على الاتحاد الأوروبي الذي يهدد برأيه الجهود الجارية راهنا بعدما أعلن الاثنين فرض عقوبات على مسؤولين أمنيين إيرانيين لدورهم في القمع العنيف لتظاهرات في نوفمبر 2019.
وأضاف “في الاتحاد الأوروبي لا تنسيق بتاتا، فاليد اليمنى لا تعرف ما تقوم به اليد اليسرى، هذا امر مؤسف”. وتابع “إذا كان القرار اتخذ عمدا في خضم محادثات فيينا الهادفة الى إنقاذ الاتفاق النووي، فهذا ليس مؤسفا بل هو خطأ أسوأ من جريمة“.