الامة.. “التغيير الجذري” يؤسس للماركسية !!


ابشر الماحي الصائم

وصف رئيس مكتب السياسات بحزب الأمة القومي أمام الحلو تحالف قوى التغيير الجذري بأنّه اصطفاف جديد خارج إطار القوى السياسية التي تنادي بإنجاز التحوّل الديمقراطي.وقال الحلو بحسب صحيفة اليوم التالي الصادرة، الثلاثاء، إنّ التحوّل هيكل الدولة على أسس جديدة قائمة على أيديلوجيا الحزب الشيوعي. الماركسية اللينينية المعروف بها الحزب الشيوعي …

انتهي حديث (الحلو) .. والآن احيلكم إلي الحديث (المر) الذي قاله السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني عبدالخالق محجوب ابان احداث مجازر (الجزيرة أبا وودنوباوي) قبل نصف قرن من الزمان .. تحديدا في 17 ابريل 1970 .. قال عبدالخالق محجوب ” ان تصاعد الصراع الطبقي والسياسي في بلادنا والذي اتخذ من الجزيرة ابا وودنوباوي مسرحا له ليس عابرا. بحيث استطعنا توجيه ضربة قاضية لتنظيم حزب الامة الرجعي.

هذه الضربة انزلت بالقوي الطائفية هزيمة واضحة ومهدت الطريق للثورة الديمقراطية !! انتهي حديث عبدالخالق محجوب”

اندهش الكثيرون لعملية وقوع “حزب الامة القومي” بعد رحيل الامام في قبضة اليسار (يقلبه كيف شاء) !! فمن جهة لم يغير اليسار نظرته في حزب الامة “كحزب طائفي رجعي” ويود فقط استخدامه لعبور جسر الاحداث ، ومن جهة اخري لايحتاج (حزب اخر اغلبية برلمانية) أن يتبني مسوغات اليسار الواهية للهروب من صناديق الانتخابات !!

فالتاريخ يقول أن العسكر هم من نظم انتخابات ١٩٨٥ خلال عام انتقالي واحد فقط ومن ثم سلموا صاحب الاغلبية الامام الصادق المهدي مفتاح ماكينة الدولة السودانية !! فالانتخابات عملية فنية لاينظمها العسكر وانما هنالك لجان قومية يمكن التراضي عليها هي التي ستدير الانتخابات بمراقبة دولية

ومهما يكن من أمر فان الطريق لاستقامة المرحلة الانتقالية برمتها يبدا من عملية انضمام حزب الامة القومي الي (الجبهة الحزبية المؤيدة للانتخابات) وذلك كخيار ناجع يمكن أن يخرج البلاد من اتون الازمة الخانقة !!

غير أن حزب الامة القومي يمثل اليوم ظهيرا قويا لمن لاظهر له من قبائل اليسار الفقيرة جماهيريا، والتي تدعو الي ان تمتد الفترة الانتقالية الي عشرة سنوات !!

صحيح أن دعوة الزعيم الحلو لعدم الانجرار وراء النادي اليساري الذي يقوده الماركسيون الشيوعيون، قد تصطدم برغبة جناح المنصورة (مريم) التي تسيطر علي مفاصل الحزب في هذا التوقيت، و تناصر النادي اليساري السياسي مستخدمة حماسة شقيقها الصديق وبعض يساريي الحزب !! ولكن في المقابل إن صرخة الامير الحلو مع رغبة الكتلة الانصارية الاسلامية الضخمة؛ اذا ماتنظمت وتحركت يمكن ان تعيد الحزب لمساره التاريخي ، علي أن خطوة انفكاك الانصار من سطوة اليسار يمثل مصلحة للامة صاحب الاغلبية البرلمانية، وايضا مصلحة لصالح مسيرة استقامة المرحلة الانتقالية برمتها .. وليس هذا كلما هناك