الانبطاح بتوجيهات امريكا


تابعت اليوم المؤتمر الصحفي لجماعة المجلس المركزى…
حاولت جهدى ان ابلور ماذا قالوا… وخلصت انهم اجتهدوا كثيرا لمحاولة دفع تهمة اختلقوها هم لانفسهم ولم يوجهها لهم احد وهي تهمة الانبطاح للعساكر… لقد حاولوا بكل ما يستطيعون دفع تلك التهمة التى لم توجه لهم… ويبدوا انهم مقتنعين في قرارة انفسهم ان ما قاموا به هو انكسار للعسكر… رغم انى لا ارى في الامر اى تهمة فمن حق اى سودانى ان يجلس ويتحاور مع اي سودانى اخر … لكن الطريقة التى ظهروا بها في المؤتمر الصحفي والنهج الذى اختاروه كان واضحا انهم يدافعون عن جناية ارتكبوها … فقد استماتوا لتبرير ما فعلو… رغم انهم اصبحو مجموعة لا تأثير لها علي مجريات الاحداث… فاكثر ما تفعله هو الجلبة واصدار البيانات المتلاحقة، او الاجتماعات مع الدبلوماسيين او المبعوثين الغربيين ليبكوا اندلسهم الضايع..!

لقد كان بامكانهم القول (اننا اجتمعنا و راينا ان الاجتماع ولقاء العسكر يساعد في حل الازمة ولذلك قررنا الاجتماع بهم) كان هذا كافيا لو كانوا يملكون قرارهم… ولكنهم بدلا من ذلك اعترفوا انهم قاموا بما قاموا به رضوخا لاملاءات السعودية وامريكا… وبذلك كشفوا ان لقاءهم مع العسكر لم يكن عن قناعة انما رضوخ لاملاءات خارجية فقط.. هذا ما يفسر سر استماتتهم في محاولة ايجاد التبريرات لذلك اللقاء.

الامر الثانى الذى لاحظته هو حديثهم عن الشارع … وان (الشارع يقول كذا ويريد كذا) الخ… اى انهم يتبعون ما يريده الشارع دون تقديم اى تعريف لذلك (الشارع)..!
من ذلك اتضح انهم ليسوا قادة وانما فقط مجموعة منقادة للشارع ايا كان المقصود بالشارع…!
والله لا اعرف قادة سياسيين يتبعون (الشارع) فيما يفعل ولا يقودونه..!

الشوارع التى تخرج فيها التظاهرات المحدودة في الخرطوم ثلاثة هي: شارع الستين وشرونى وشارع الاربعين… لا ادرى عن اى واحد من هذه الشوارع يتحدثون! فهم لم يقولوا (الشوارع) وانما تحدثوا عن شارع واحد فقط… يجب الا يصححنى احد بأنهم اطلقوا الجزء وارادوا الكل…!
ومن الافضل لهم ان لا نقبل ذلك الادعاء… لانهم بذلك اختصروا الشعب السودانى في حوالي ٣٠٠ من الشباب يخرجون لرمى الشرطة بالحجارة وتتريس بعض الطرقات ثم يعودون لمنازلهم… وهي عملية اصبحت كريرة لا مردود سياسي لها علي الصراع.
بهذا الموقف ( انقيادهم للشارع) عزلوا انفسهم من ٤٥ مليون سودانى لم يعودوا بتحدثون عنهم… لم تعد اقاليم السودان تمثل لهم شيئا … نسوها تماما وانمحت من ذاكرتهم. هل تحدثوا عن قضية شرق السودان … لا، هل تحدثوا عن دارفور… لا… هل تحدثوا عن الشمال … لا..! لقد اصبحوا مركزين اكثر من اى عقلية مركزية اخرى حكمت السودان… فالسودان اصبح عندهم تلك الثلاثة شوارع التى تقودهم ولا يقودونها.

الامر الثالث الذى لاحظته هو الغطرسة والوصائية علي الشعب السودانى وتنصيبهم لانفسهم ناطقا باسمه دون تفويض من احد…! بل بلغ بهم الامر من تضخيم الذات ان عينوا من انفسهم معبرا عن تطلعات الشعب السودانى ومحددا لخياراته. وعلاقاته
اما كان الافضل لهم ان يطالبو باجراء الانتخابات ويطرحوا مطالبهم علي الشعب السودانى كبرنامج انتخابي، وان فازوا لن يستطيع احد مثل هذا الكتاب منازعتهم.
مثل هذه الفهلوة والاستهبال السياسي وتحديد الدول الصديقة للشعب السودانى وغير الصديقة الخ… امر يكشف وصائية مفرطة ودكتاتورية مغلفة بشعارات زائفة عن الديمقراطية والحرية…
من اعطاهم حق الحديث باسم الشعب السودانى اما كان الاجدى لهم التحدث عن مجموعتهم فقط وعن علاقة مجموعتهم مع الاقليم و الدول التى ذكروها والتى كما اعترفو حملتهم حملا للجلوس مع العسكر وهو امر طالما اعلنو علي روؤس الاشهاد انهم لن يفعلوه.
يفضلون الاجنبي علي بنى جلدتهم ويتباهون بذلك من علي المنابر وامام العالم…!
لو حكموا لن يكون مستغربا ان يتلقوا تعليماتهم مباشرة من بعض العواصم التى ذكروها كما حكم موبوتو سيسيسيكو الكنغو نيابة عن امريكا…!

عسكوري