الاولى اااه…والتانية اااه



ونلغى مشاعرنا لنكتب
و….اين كنت انت امس منتصف النهار؟
ففى الساعة تلك كانت مجموعة من جهاز الامن تداهم شقتين فى الازهري وجبرة…وقتال وجثث الشباب تتساقط..
واين كنت انت مساء امس
مساء امس كان مسجد الجيش يصف جثث الشباب الاربعة بعضها جوار بعض
والبرهان ومدير الجهاز واخرون يستقبلون الباكين
واربعة ممن عملوا بشدة لتفكيك الجهاز يقفون بعضهم جوار بعض
ولما كانت الجثامين تخرج من المسجد كان التلفزيون السودانى يبث برنامج( بيوت الاشباح) الذى يقول ان ضباط جهاز الامن هم مجموعة من الوحوش…
…..
واين كنت انت صباح امس؟
فى ساعات صباح امس كان ضباط الجهاز يختمون السهر الطويل بالوقوف على الاقدام امام الاوراق
كانوا ينتهون الى انه ارادوا ام كرهوا فانه لابد من الهجوم
والى ان الامر يشبه عقرب الساعة فى اللغم
وان مراقبة الشهور الاربعة لخلية داعش تنتهى الى ان تفجيرا سوف يتم بعد ساعات
تفجير يطلقه الجهاز او تطلقه الخلية
( قيل ان جهاز المخابرات ظل يرفع تقاريره اليومية عن الخلية وينتظر الامر بالهجوم)
الوقوف امام طاولة الخارطة….خارطة العمليات ينتهى الى لطم طاولة العمليات باليد المفتوحة ثم كلمة….go…
وانس والهوارى وعلاء الدين واحمد عبدالله وشهريار كلهم ينطلقون الى المهمة ويخرجون من ابواب الجهاز الابواب التى لن يدخلوها ابدا….
…….
واحمد يعتقل خلية الازهري ويعود بالمعتقلين
وفى القيادة يعلم ان خلية جبرة تشتبك من انس وينطلق الى هناك
واحمد تنفد ذخيرة رشاشه ويصاب فى العنق
والغريب ان الاصابات كانت كلها فى العنق الامر الذى يجعل كل احد يسأل…كيف تبقى مجموعة خبيرة مثل هذه لاشهر..
ثم السؤال عن
كيف دخل افراد الخلية هذه
والاجابة تقود الى اسلوب جهاز الامن السودانى الذى كان يستطيع معرفة الوجه الاجنبى الذى ينظرون اليه وكان كل واحد منهم كان جارا للاجنبى هذا
وما يستعصى من المعلومات كان انس خبير الكمبيوتر الفذ يحصل عليه فى دقائق
……….
الاحاديث بعضها بارد يصدر من عقول اعتادت على التحليل البارد الذى لا يكاد يخدع( والذى جعل جهاز المخابرات السودانى هو الجهاز الذى تعتمد عليه امريكاو اوروبا فى المنطقة)
والعقول الباردة تقول ان
المندوب الامريكى يصل الخرطوم بعد ايام
وحادثة الخلية بها الكلمة التى تدير الرأس الامريكى
والمندوب سوف يسمع من مخابرته ان تفكيك جهاز المخابرات ….كارثة
وان البرهان هو الذى يمسك الخيوط اليوم
وان كل جهة فى الدائرة السودانية سوف يكون حديثها لامريكا هو
::- انتم تخشون الارهاب….والارهاب يضرب بالفعل وسوف يضرب…والحل هو ان تدعمونى انا
لامنع هذا
…….
والحادثة بعض ما تطلقه هو الحديث المخيف الذى يقول
::- الخلية ابرز ما فيها هو ان اسلحتها الرئيسية هى المتفجرات
وان الارهاب اسلوبه الدائم هو المتفجرات…
وان الخلية التى اعتقلت ليست هى الوحيدة( الارهاب لا يعتمد على خلية واحدة)
وان المتفجرات التى كشفها الهجوم….ولم تستخدم…ليست هى كل السلاح
والسؤال عن
كيف دخلت الاسلحة هذه سؤال ساذج فالسودان فيه الان كل شىء
وفيه الان كل احد
وفيه الان ما يعنى ان السودان سوف يعرف مرحلة جديدة…
……..
والحديث بالعقل البارد الان ليس هو ما يقود
الان ما يقود هو الاهات
فالمشيعون والباكون فى كل مكان ينظرون الان الى صور الضباط وتقول نفوسهم
::- ترى لما كان انس هذا يرشف كوب الشاى ذلك الصباح فى بيت امه فى الجزيرة….هل كان يخطر له ان هذا هو اخر كوب له فى بيت الام والاب
واحمد لما كان يخرج من بيت اهله …هل كان يخطر له ان هذه هى اخر مرة يخطو فيها خارجا من هذا الباب
وشهريار معلم الصاعقة لما كان يقول لابيه انه سوف يعود للزواج…هل كان يخطر له انه سوف يعود محمولا جثة يعجز ابوه عن النظر اليها؟
وانت تلتفت الان لتجد انه لما كان هذا يجرى كان اهل الدولة يتجاذبون الاطراف والصراخ حول
*** احكم انا…
** لا بل احكم انا
وانت لا تشك الان فى ان الصراخ ذاته يستمر الان
والامر ليس جديدا بل هو تكرار لالف حادثة سابقة

إسحق أحمد فضل الله