أرجأ البرلمان الباكستاني إلى الجمعة مناقشة طلب طرد السفير الفرنسي على خلفية نشر رسوم للنبي محمد باسم حرية التعبير. من جانبها، قبلت حركة “لبيك باكستان” الإسلامية المتشددة بوقف الاحتجاجات المطالبة بذلك.
ورفض رئيس المجلس، خلال جلسة طارئة لـ البرلمان الباكستاني، اقتراحا من نائب الأغلبية بشأن طرد السفير معتبرا أنه يجب تقديمه بشكل جماعي من قبل الحكومة والمعارضة، وقدر وزير الإعلام فؤاد شودري أن من خلال هذا الاقتراح، فإن الحكومة “أوفت بالتزاماتها” في ما يتعلق بالحركة وأن المقترح يجب أن يتبع المسار التشريعي العادي.
وقال وزير الداخلية شيخ راشد أحمد الثلاثاء إن حركة لبيك باكستان وافقت على إلغاء التظاهرات في أنحاء البلاد مقابل تعهد الحكومة تقديم اقتراح إلى البرلمان يطالب بطرد السفير.
وبدأ آلاف من أنصار الحركة بالتفرق بعد أن تجمعوا بعد ظهر الثلاثاء أمام مسجدها في لاهور، شرق البلاد. وقال القيادي المحلي للحركة محمد شفيق أميني: “بعد الوعد الذي قطعته الحكومة، لم يعد هناك حاجة للتظاهر”.
من جهة ثانية، قالت الحركة المتشددة إنها تتوقع قريبا إطلاق سراح زعيمها سعد رضوي الذي أدى اعتقاله في 12 أبريل، بعد ساعات من دعوته إلى تنظيم مسيرة في 20 من الشهر، إلى قيام تظاهرات تحولت إلى مواجهات دامية مع الشرطة في جميع أنحاء البلاد.
حملة عنيفة مناهضة لفرنسا
وتقف حركة “لبيك باكستان” وراء حملة عنيفة مناهضة لفرنسا منذ أن دافع الرئيس إيمانويل ماكرون عن حق نشر الرسوم الكاريكاتورية التي تصور النبي محمد باسم حرية التعبير، خلال تكريم مدرس قُتل في 16 أكتوبر بعدما عرض رسوما نشرتها صحيفة “شارلي إيبدو” الساخرة على تلاميذه.
واعتبر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أن طرد السفير الفرنسي ستكون له عواقب سلبية جدا على باكستان، لا سيما بالنسبة إلى علاقاتها الاقتصادية مع أوروبا.
وشدد على أنه “لن يحدث أي فرق بالنسبة لـ فرنسا” إذا طُرد سفيرها، بينما قد تواجه باكستان صعوبة في بيع منتجاتها في أوروبا، لا سيما النسيج الذي يعتمد عليه اقتصادها بشدة.
ويرى محللون أن سياسة التهدئة التي ينتهجها خان تجاه الحركة محفوفة بالمخاطر، إذ يمكن أن تشجع الحزب على المضي في العنف لتحقيق غايات سياسية.
ويرى الخبير في الشؤون الأمنية أمير رنا “أن رئيس الوزراء أدرك أن تهدئة القوى المتشددة ليس بالأمر السهل، لأنك عندما تحاول إرضاءهم يطلبون المزيد. لقد فشل حتى الآن في إيجاد التوازن”.