عندما أعلن القائد العام للجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، حل مجلسي السيادة والوزراء، وفرض حالة الطوارئ في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، لم تغب بريطانيا والقوى الغربية عن المشهد الذي كان متوقعا، بسبب تفاقم الأحداث والأزمات خلال الفترة الأخيرة بين المكون المدني والعسكري في مجلس السيادة.
وسرعان ما أصدرت الحكومة البريطانية بيانا اعتبرت من خلاله أن “الانقلاب العسكري خيانة غير مقبولة للشعب السوداني”، ثم دعت إلى الإفراج عن رئيس الوزراء المحتجز، عبد الله حمدوك.. كان تدخل صريح في سيادة البلد.
التدخلات البريطانية الأخيرة في الشأن السوداني، استدعت معها دورها كـ”مستعمر قديم” له مصالح إستراتيجية واقتصادية في الخرطوم، لم ينفك أن يحافظ عليها تحت أي ذريعة وفي كل الظروف.. وكان واضح ذلك في توجيهاتهم المستمرة لحمدوك.. حتى طلب البعثة الأممية كان من السفير البريطاني وما حمدوك الا دومية.
دور متقدم
قبل الوصول إلى نقطة “الصفر” بوقوع الانقلاب العسكري، دخلت الحكومة البريطانية على خط المواجهة في محاولة لاحتواء الأزمة المتصاعدة في السودان.
وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول 2021، التقى عضو مجلس السيادة السوداني، محمد حسن التعايشي، ممثل المكون المدني، بالمبعوث البريطاني الخاص، روبرت فيرويذر، في العاصمة الخرطوم.
وبحسب بيان للمجلس السيادي، فإن التعايشي أطلع فيرويذر على “التحديات التي تواجه عملية الانتقال المدني الديمقراطي في البلاد، وكيفية مواجهتها لإكمال مهام الانتقال وصولا إلى الانتخابات”.
المبعوث البريطاني أعلن حينها “الاستمرار في دعم وإنجاح عملية التحول الديمقراطي”، وكانت “الأجواء ملبدة” عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة الأولى في 21 سبتمبر/أيلول 2021، وكانت حكومة “قوى الحرية والتغيير” تخشى من تكرارها، فلجأت إلى التواصل مع حلفائها الغربيين، لا سيما أن لندن أعلنت عن استعدادها للمساعدة في حل الأزمة السياسية.
الوقائع الأخيرة أعادت للمشهد المظاهرات الكبيرة التي خرجت بالخرطوم في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أمام مقر السفارة البريطانية، مطالبين بطرد السفير (آنذاك)، عرفان صديق.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “لا للتدخل في السيادة السودانية”، “لن تحكمنا السفارات”، “لا للتطاول على الشعوب الحرة”، “مبادرون من أجل السيادة الوطنية”، “نطالب برحيل السفير أو الاعتذار”.
أما سبب غضب الشعب السوداني، هو “التدخل الفج” للسفير صديق في شأن البلاد، ووصوله إلى درجة إملاء الشروط، حيث غرد حينها عبر “تويتر” مطالبا بـ”استعجال تشكيل المجلس التشريعي، وعدم إشراك (الإسلاميين) في السلطة خلال الفترة الانتقالية الحالية”.
تطور الوضع عندما اجتمعت مجموعة من الأحزاب السودانية، على رأسها “بناة المستقبل” وأصدروا بيانا قالوا فيه: “تنادينا نحن عددا من أبناء هذا الوطن الحر السودان، ضد التدخلات السافرة في الشأن السياسي السوداني من قبل السفير البريطاني”.
وشددت على أن “صديق تمادى كثيرا في التصريح في كل قضية سياسية سودانية، ووصل به الأمر حد التقريع والتهديد.
إرث استعماري
وتعتبر بريطانيا السودان منطقة نفوذ قديم لها في القرن الإفريقي، بدأت عندما اجتاحت جحافل الجيش البريطاني السودان عام 1898 لاستعماره وفرض قبضة عسكرية عليه.
الان جزء من الشعب السوداني طالب بالاعتصام في محيط السفارة الأمريكية بالخرطوم.. لكن المزهل حقاََ.. لم تعلق السفارة الأمريكية بأي كلمة هل توافق على ذلك أم تكتيك منها.. في الحالتين تكون ارتكبت خطأ كبير وتساعد على الفوضى.
عموما التدخلات الغربية ذادت من الأزمات السودانية ولم يكسب السودان خير من جميع الدول الغربية على السودان البحث بعيد عن العلاقات التي ليس منها نفع.