أكد رئيس أركان الجيش الأفغاني ياسين ضياء، اليوم السبت، أن انسحاب القوات الأجنبية بدأ بالفعل، لافتًا إلى أنها ستتجمع في قاعدة بغرام الأميركية قرب العاصمة كابول، ومن ثم العودة إلى بلادها، مشيرًا إلى أن أفغانستان ستسلم قاعدة هلمند غدا.
وقال ضياء، في مؤتمر صحفي إن “انسحاب القوات الأجنبية بدأ بالفعل، وستجتمع أولا في قاعدة بغرام ثم العودة إلى بلدانهم الأصلية”.وأضاف “سيتم تسليم قاعدة هلمند إلينا غدا”.
وتزامن هذا الإعلان مع تهديد حركة “طالبان” الأفغانية المتشددة، اليوم السبت، باستهداف القوات الأجنبية خلال عملية انسحابها من أفغانستان، وذلك ردا على تأخير انسحاب القوات عن الأول من أيار/مايو وهو الموعد المحدد وفق اتفاق الدوحة.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، عبر “تويتر” اليوم “بما أن انسحاب القوات المحتلة [الأجنبية] من أفغانستان قد تأخر اعتباراً من الأول من أيار/مايو، وهو ما تم الاتفاق عليه أو في الاتفاق [الدوحة]، فإن هذا الانتهاك فتح الباب أمام مجاهدي الإمارة الإسلامية لاتخاذ أي إجراء مناسب ضد قوات الاحتلال”.
وأضاف متحدث طالبان “مجاهدو الإمارة الإسلامية ينتظرون الآن ما تقرره قيادة الإمارة الإسلامية لمراعاة استقلال البلاد وقيمها والمصالح العليا للشعب”.
وفي ذات السياق، أعلنت طالبان أنها استولت على قاعدة عسكرية للجيش الأفغاني بولاية غزني شرقي أفغانستان وأسرت 20 جنديا، وذلك في ظل تصاعد وتيرة المواجهات بين الطرفين بعد تعثر التوصل إلى تسوية سياسية.وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، عبر “تويتر” اليوم “في منطقة أرزو بولاية غزن، تم احتلال قاعدة كبيرة وحاجز لمرتزقة العدو [يقصد الجيش] الذين كانوا يطلقون قذائف الهاون على المدنيين”.
وأضاف مجاهد “كما تم اعتقال عشرين جندياً أحياء واستولى المجاهدين على دبابة وعدد كبير من الأسلحة والذخائر”.من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأفغاني حمد الله محب “إذا أرادت طالبان إطلاق سراح معتقليها فعليها التفاوض مع الحكومة الأفغانية فقط”، مشيرا إلى أنه “هؤلاء الذين يهاجمون المستشفيات والطلاب لا ينبغي حذفهم من القائمة السوداء”.
ولفت محب، في مؤتمر صحفي اليوم “بمجرد أن يوقف مسلحو طالبان إطلاق النار لن يكون هناك المزيد من الهجمات والعنف في البلاد”، متهما طالبان بأنها “المسؤولة عن هجوم لوغار، رغم أن القاعدة وداعش [محظوران في روسيا] تنشطان وتنفذان هجمات بدعم وتعاون من طالبان”.
جدير بالذكر أن المواجهات بين القوات الحكومية ومسلحي حركة طالبان تزايدت، في الآونة الأخيرة؛ بالتزامن مع بدء انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.
وتعاني أفغانستان من أعمال عنف ومواجهات دامية بين قوات الحكومة الأفغانية وحركة “طالبان”؛ رغم انخراط الطرفين في محادثات سلام، من أجل التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار، وبحث المستقبل السياسي للبلاد.وبعد مفاوضات استمرت عدة سنوات وتعثرت أكثر من مرة، وقعت الولايات المتحدة وحركة طالبان، في شباط/فبراير 2020، بالعاصمة القطرية الدوحة، اتفاقا تاريخيا ينظم انسحابا تدريجيا للقوات الأميركية من أفغانستان، ويمهد لمفاوضات مباشرة بين حكومة كابول وطالبان.ومؤخرا أعلن قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان، الجنرال سكوت ميلر، أن الانسحاب بدأ من بعض القواعد في أفغانستان، موضحا أنه سيتم تسليمها للقوات الأمنية الأفغانية، محذرا حركة طالبان من تصعيد وتيرة العنف في البلاد عقب الأول من أيار/مايو موعد بدء الانسحاب التدريجي الأميركي من أفغانستان والذي يكتمل في 11 أيلول/سبتمبر المقبل.
وتتزايد المخاوف من بدء تحول الوضع في أفغانستان إلى الأسوأ عقب انسحاب القوات الأجنبية، لكن الحكومة كررت في أكثر من مناسبة قدرتها على حفظ الأمن مع استمرار المساعدات الدولية حتى بعد الانسحاب.