اقترب الجيش السوداني من السيطرة على مستوطنة “برخت” آخر وأكبر المعاقل الإثيوبية المشيدة داخل الأراضي السودانية بمنطقة الفشقة الكبرى، بحسب مصادر عسكرية سودانية.
وأوضحت المصادر لموقع “سودان تربيون” أن القوات السودانية تخوض منذ أمس الاثنين معارك عنيفة ضد قوات إثيوبية تساندها أخرى إريترية وأن الجيش يتقدم على نحو مضطرد صوب “برخت” بعد تكبيده الجيش الإثيوبي وحلفاءه خسائر وصفت بالكبيرة، بحسب تعبيرها. وأضافت “القوات الإريترية والإثيوبية احتشدت داخل المستوطنة بعتاد حربي وأسلحة ثقيلة ومدرعات”.
وأكدت المصادر أن المعارك الجارية حاليا تمضي في اتجاه بسط الجيش السوداني سيطرته على آخر معاقل الاستيطان الإثيوبي في الأراضي السودانية وتحرير الفشقة الكبرى بنسبة 97%.
مستوطنة برخت:
وتحاذي الفشقة الكبرى بولاية القضارف إقليم التغراي الإثيوبي بطول 110 كيلومترات حيث أقيمت فيها مستوطنة “برخت” بعمق 5 كيلومترات داخل الأراضي السودانية كواحدة من أكبر المستوطنات الإثيوبية بغرض إسناد العمليات الزراعية والعسكرية للتغراي. ويعيش في “برخت” ما لا يقل عن 10 ألاف من المدنيين والقوات والمليشيات الأثيوبية، كما تعد واحدة من أكبر مراكز دعم وتشوين الجيش الإثيوبي ويحصل منها على المؤن والآليات والمعدات الأخرى، بحسب “سودان تربيون”.
وكان الجيش السوداني خاض مطلع الأسبوع معارك شرسة ردا على اعتداءات إثيوبية وتمكن من السيطرة على منطقة “الكردية” واسترداد مساحات جديدة قبل أن يواصل التقدم صوب “برخت”.
أثيوبيا تقبل الوساطة:
وأعلنت إثيوبيا، الأسبوع الماضي، “استعدادها لقبول الوساطة من أية دولة لحل الأزمة الحدودية مع السودان، حال نفذت الخرطوم شرطا واحدا”. ودعا المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية السفير دينا مفتي، حكومة السودان إلى وقف ما سمته “نهب وتهجير المواطنين الإثيوبيين التي بدأت اعتبارا من 6 نوفمبر بينما كانت الحكومة الإثيوبية منشغلة بفرض القانون والنظام في إقليم تيغراي”.
في سياق متصل، اتهم عضو مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، الفريق أول شمس الدين الكباشي، إثيوبيا، بأنها تمارس ما يشبه الاستيطان الاسرائيلى، وذلك خلال تعديها على الأراضي السودانية في منطقة الفشقة. وشدد الكباشي على أن القوات السودانية لن تتراجع عن شبر من الأراضي التي استعادتها في منطقة الفشقة من الجانب الإثيوبي.
اعتراف أديس أبابا بالحدود:
وأعادت وكالة الأنباء السودانية “سونا” نشر مقطعين من خطابين ألقاهما رئيس الوزراء الإثيوبي السابق، هايلي مريام ديسالين، أمام برلمان بلاده عامي 2013 و2014، تثبت أن الحدود بين السودان وإثيوبيا لم تكن موضع نزاع بين البلدين. وأقر ديسالين مرتين في جلستين مختلفتين، باعتراف أديس أبابا بالحدود الراهنة بين البلدين وفق الاتفاقات الدولية، وانتقد صراحة عصابات الشفتا وقال إنها تسعى لتوتير العلاقات، مجددا تأكيده على أن إثيوبيا تعترف بسيادة السودان على هذه الأراضي، حسبما جاء في الجلستين الموثقتين. وقال في خطاب مطول عام 2013 “في بعض الأحيان يجب أن نراجع ونبحث بداخلنا هنالك بعض مجموعات الشفتا التي تتحرك من إثيوبيا وتقوم بعمليات قتل ضد السودانيين وترجع مرة أخري، إن ماتقوم به هذه المجموعات التي تتبع للشفتا أمر سيئ، إن لم يكن هنالك علاقات جيدة وقوية بين السودان وإثيوبيا فالسبب هو هؤلاء الشفتا الذين أوشكوا أن يدخلوا البلدين في حروب وصراعات كبيرة”.