يستعد الجيش الليبي، اليوم السبت، لإقامة عرض عسكري ضخم في مدينة بنغازي شرق البلاد، قوبل بتحفظات وهجوم من معسكر الغرب الليبي وأوقع القيادة السياسية في إحراج بعد تلقيها دعوات من قائد الجيش خليفة حفتر لحضور هذا العرض، وهوما يلقي الضوء على العوائق الكثيرة التي تحول دون توحيد المؤسسة العسكرية المنقسمة شرقا وغربا.
وتتجه أنظار الليبيين اليوم إلى هذا العرض العسكري الذي سيقدمه الجيش الليبي احتفالا بالذكرى السابعة لـ”عملية الكرامة” بمشاركة آلاف الجنود والآليات العسكرية، وذلك في منطقة بنينا ببنغازي التي شهدت أشرس معارك.
إلا أن هذا الحدث الذي وصفه المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري بأنه “أكبر استعراض عسكري في تاريخ ليبيا خلال السنوات الأخيرة”، أثار حفيظة وغضب المليشيات المسلحة في الغرب الليبي، التي أعلنت أنها ستنظم عرضا عسكريا مشابها في ذكرى تحرير العاصمة طرابلس الذي يوافق يوم 4 يونيو، كما وجهت آلتها الإعلامية للهجوم على عرض الجيش وتقزيمه.
ولكنّه أحرج كذلك رئيسي المجلس الرئاسي محمد المنفي والحكومة عبد الحميد الدبيبة، بعد تلقيهما دعوة من قائد الجيش الليبي خليفة حفتر لحضور العرض العسكري، حيث اختارا التواجد خارج البلاد يوم العرض. إذ يبدأ المنفي اليوم السبت زيارة رسمية إلى تونس بدعوة من رئيسها قيس سعيد، في حين سيتحوّل الدبيبة إلى الجزائر رفقة وفد وزاري لبحث مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين.
الاستعراض العسكري
فيما دعا نائب المجلس الرئاسي عبد الله اللافي إلى ضرورة تجنب القيام بأية تصرفات أحادية ذات طابع عسكري من أي طرف، بما في ذلك إجراء المناورات والتحركات الميدانية والاستعراضات العسكرية.
في المقابل، أوضح أعلن المسماري في مؤتمر صحفي مساء الجمعة، أن العرض “ليس موجها ضدّ أحد”، موضحا أنّه استعراض ” لحماة الوطن، ولقدراتنا القتالية والتي من خلالها نستطيع أن ننفذ كل الواجبات المناطة بالمؤسسة العسكرية الليبية”.
وتعليقا على هذه المواقف المتباينة من العرض العسكري، قال المحلل السياسي محمد الرعيش، إن هذه التباينات تؤكد وجود كم من التحديات الهائلة التي تواجه عملية توحيد البلاد ودمج مؤسساته السيادية والعسكرية، وتحقيق المصالحة الوطنية.
كما أوضح في تصريح مصادر، أن تجاهل قائد الجيش الليبي خليفة حفتر الإشارة إلى صفة المجلس الرئاسي كونه يمثل القائد الأعلى للجيش حسب الاتفاق السياسي الأخير، في الدعوة التي وجهها له لحضور العرض العسكري، وخضوع الدبيبة لضغوطات المليشيات المسلحة ومدينته مصراتة التي ترفض الاعتراف بدور الجيش في تحرير البلاد من الإرهاب، مواقف ستزيد من تعكير الأجواء بين الطرفين وتضاعف الغموض حيال مصير ومستقبل المؤسسة العسكرية، كما أنّها إشارات سلبية على أن الانقسام الحالي باق.