الجِبَّة أُم قَمُل

حريق النيل الأزرق الذي إشتعلت ناره خلال الأيام الفائته وسببه القبليةالعمياء ، والعصبية السياسية و (الخمج السياسي الأرعن )الذي يمارسه بعض الساسة هناك لإذكاء نار الفتنة ، الأحداث التي راح ضحيتها أبرياء وعساكر وخراب وإهدار للمتلكات وسلب ونهب ولا زالت الفتنة قائمة لعنها الله ، من يكتب هذه الرواية هي جهة تريد الخراب ، الرواية تختلف فيها الصياغة كل مرة لكن لب موضوعها واحد بل تختلف أماكن الطباعة وأماكن التوزيع ، مثلما حدث في دارفور يبدو أنه بالكربون إنتقل إلى ولاية النيل الأزرق الذي مياهه العذبة إختلطت بدم بني جلدتنا ويالها من كارثة

كل مرة تصبح شمس هذه البلاد بنورها نستشرق أملا جديدا لكنه يتبدد ، نري ونسمع قتلا ودمارا ونزوحا وخرابا ، وزير المالية ليس له رؤية غير الضغط علي الشعب الذي ظل يشكو الفاقة منذ ثلاث سنوات خلت ، لم نسمعه يتحدث عن آليات وبرامج لتخفيف أعباء المعيشة عن كاهل المواطن ، من قبل الزيادة في الكهرباء والمياه والمحروقات نعرفها مسبقا لكن الآن يمكن أن تذهب إلى (الطرمبة) وأثناء تفريغ الوقود في العربة يقال لك أن سعر الوقود قد زاد ! وكذلك الكهرباء والمياه ، نحن في زمن إنعدمت فيه الشفافية تماما و إنعدم فيه الصدق وصار السياسيون فيه يتلونون كالحرباء ، يزأرون محاكاة وهم ليسوا بأسود بل هم قطط تحاكي الأسود لكنها تصدر مواءا !

نحن نصبح كل يوم نكتب وننشد التوافق ولا توافق ، ثلاث سنوات لم نر مشاريع تنمية أفتتحت بل القديم منها تهالك إن لم يكن إنتهي ، تدهور في الزراعة تدهور في الاقتصاد تدهور في القيم الأخلاقية التي حدث عنها ولاحرج ، كله بسبب الذين تقلدوا الحكم بعد الثورة والذين أتوا بدون برنامج لم أقل هذا انا بل قاله عرابهم الأكبر حمدوك في مخاطبة للجالية السودانية في السعودية من قبل ، ظلوا هكذا لا برنامج ولا هادي لهم إلا الظلم والتشفي والفساد و(خراب العامرة ) ، هؤلاء يجب أن تقام لهم محكمة لمحاكمتهم بتهمة ضياع هذه البلاد

من أكبر الأخطاء التي إرتكبها العسكر هو الإنقياد وراء هذه الفئة الضالة ، من أكبر الأخطاء توقيعهم علي الوثيقة سيئة الذكر ، لكنهم تداركوا هذه الأخطاء وصححوا الطريق ولعل خطاب البرهان الأخير أتى في إطار هذا التصحيح وترك لهم الجمل بما حمل للسادة المدنيين ليتوافقوا علي طريقة حكم مدنية فيما بينهم القوات المسلحة ليس لها فيها أي منصب سياسي ، أي أن البرهان وضع (الجبة أم قمل ) ! علي رؤوسهم فيجب تنظيفها أولا من قمل و أوساخ الذين ذهبوا وكيها جيدا ولبسها وهي زاهية بألوان التوافق السياسي وأشكال التقرب السياسي لا التباعد و بداخلها الخيوط القوية من التخلي عن الجري وراء السلطة والمنصب وأن يكون الوطن أولا وآخرا

أحدد بصورة واضحة وأقول بصوت قوي وكلام صادق أن التوافق لن يتم إذا استعملنا عبارة (إلا) …. هي مرض يجب علاجه ولن يتم إذا أبعدنا أي حزب سياسي أو جهة من المشاركة حتي الذين ازيحوا في أكتوبر المنصرم ، لن يتم التوافق والاستقرار إلا بعودة الذين لا زالوا يحملون السلاح في جبل مرة وجبال النوبة ، لن يتم إستقرار لهذه البلاد إلا بالتوافق الشامل ، إقصاء أي جهة يعني أكل بلا ملح مسيخ لا يتستساق

يا أيها السياسيون ويا من تنشدون المدنية في الحكم الجبة الان قد ألبسكم لها العسكر فنظفوها وهذبوها وتوافقوا علي حكومة كفاءات وطنية للحكم الانتقالي تصل إلى إنتخابات عبر طريق ساهل و سلس ، إنتخابات شفافة يحكم فيها من يختاره هذا الشعب ، البرهان قال لكم : استوا يرحمكم الله…. لتقدموا إماما يصلي بنا إن لم يتقدم إماما منكم سيصلي بنا العسكر و إنهم لجاهزون للصلاة و إمامتهم تجوز .

الفادني