يتسع حجم الشقاق وتتباعد المواقف بين مكونات وقوى الثورة، منذ ال “25” اكتوبر الماضي، حتى بات ما بين هذه القوى “ما صنع الحداد”، قبل أن يتسع الفتق على الراتق، فيما يرى مراقبون ان حالة الشتات بين قوى الثورة اسهمت في تمديد فترة حكم العسكر وشركائهم طيلة الفترة الماضية.
شتات قوى الثورة
ولعل هذه الحالة من الشتات بين قوى الثورة لا زالت تستمر ودون وعى واضح وكان اخرها ما افصح عنه امس عضو المجلس المركزى للحرية والتغيير احمد حضرة بان المجلس المركزى لقوى الحرية والتغيير اصدر قرارات حاسمة تجاه الحوار مع الحزب الشيوعي، والزم أعضاءه في اجتماع رسمي بعدم الجلوس مع الحزب بشكل انفرادي.
ولفت حضرة إلى أن عضوية المجلس أكدت التزامها التام بذلك التوجيه مؤكداً أن المجلس المركزي لا يرفض الجلوس مع كافة قوى المعارضة لتوحيدها لإسقاط الانقلاب. وزاد: ”ما عندنا مانع ووضع شروط مثل التي وضعها الحزب الشيوعي”.
امتعاض
وتأتى قرارات المجلس المركزى للحرية والتغيير ربما امتداداً لسلسلة من المناكفات المتبادلة بين قوى الحرية والتغيير والحزب الشيوعى كان اخرها ما اتهم به القيادى بحزب المؤتمر السودانى شريف محمد عثمان الحزب الشيوعي، بتوفير الغطاء السياسي لانقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر، وقبل ذلك ثار جدل كثيف حول تصريحات قيادية فى الحزب الشيوعى ابدت امتعاضها من مشاركة الحرية والتغيير فى احد البرامج التى جمعتهما معاً واثار حديثها موجة سخرية عارمة لان مضمونه حمل ترحيباً بمشاركة مبارك اردول احد قيادات الانقلاب البارزة فى ذات البرنامج.
موقف الشيوعي
وظل الحزب الشيوعى يتمسك بعدم جلوسه مع الحرية والتغيير ككتلة واحدة ويرد ذلك الى عدة اسباب من ضمنها ان تحالف الحرية والتغيير كتحالف عريض لا وجود له حالياً بجانب تحفظاته على ما يصفه بالتباين فى المواقف بين التيارات والقوى السياسية التى تبقت منه حيث لا يزال بعضها يجلس ويفاوض العسكر وانه حاد عن اهداف الثورة ومراميها.
بينما تتمسك قوى الحرية والتغيير بانها اكبر تحالف سياسي انقلب عليه العسكر وتقول انها مع مطالب الشارع وتتمسك بضرورة انهاء الانقلاب العسكرى.
خسائر الشتات
وتقول اميرة كابوس عضو وحدة قوى الثورة ل”الانتباهة” (للاسف كلما تأخرنا في توحيد القوى السياسية كلما منحنا الانقلاب زمناً ليستمر ويجب ان تعلم كل قوى الثورة ان التشظي الذي تعرضت له بقصد او دون قصد شكل عائقاً دون الوصول لدولة الحرية والسلام والعدالة لذلك اصبحت الوحدة ضرورة وتحدياً كبيراً ومطلوباً لخلق مركز لقيادة سياسية موحدة تلتف حولها جماهير الشعب السوداني وتعمل على اسقاط الانقلاب ومواصلة مشوار التحول الديمقراطي).
والقى الصراع بين هذه القوى بظلاله على لجان المقاومة والاجسام الثورية وكذلك فصيلي تجمع المهنيين السودانيين خصوصاً وسط العناصر من اللجان المحسوبة على طرفى قوى الحرية والتغيير والحزب الشيوعى.
وكثيراً ما تستفيد قوى الانقلاب من حالة التناكف بين قوى الثورة فى تبرير وجودها فى الحكم باعتبار ان القوى المدنية غير متفقة فيما بينها.
مناكفات صبيانية
ويرى المتحدث باسم لجان المقاومة حسام على ان المناكفات الصبيانية وغير المسؤولة هى تعبير حقيقي عن ضعف الطبقة السياسية الموجودة وعدم اهليتها لقيادة العمل السياسي والثوري وقال ان هذا يصب طبعاً في مصلحة الانقلاب وان الشارع الآن يتطلع لقيادة شجاعة قادرة تتحمل تكلفة أخطائها ولا تبحث عن شماعات تعلق عليها فشلها.
ووجه حسام فى حديث للانتباهة رسالة للنخبة السودانية المدنية والعسكرية بان تتنازل قليلاً عن طموحاتها السلطوية والايدولوجية لصالح الشارع السوداني والمواطن السوداني.