بعد الانتشار المخيف والكثيف لظاهرة تعاطي المخدرات وسط الشباب الأقل سنا من 18 وانتشارها بشكل ملحوظ بين طلبة المدارس الثانوية الذين لايملكون الثمن الكافي لشرائها يتساءل البعض كيف استطاعوا هؤلاء القصر إدمان المخدرات وتعاطيها وتداولها بينهم ، فاظهرت تقارير أن هناك مجموعة مقدرة من ما يسمون أنفسهم (مجموعة غاضبون) التي تتبع مباشره لقوى الحرية والتغيير ، يقومون بتوزيعها بالمجان في المرات الاولى للمتظاهرين لدعمهم وشحذ همتهم ، وتحميسهم في الخروج للمواكب والمظاهرات دون رفض ، وبعد التأكد من ادمانهم لها يقومون ببيعها لهم وهم بالكاد لا يملكون ثمنها ، مما يدفعهم للسرقة أو النهب الذي انتشر مؤخرا لتغطية ثمن المخدر ، فلا يكاد يمرّ يوم واحد دون إعلان ضبط شحنة مخدرات، وقد كشفت تقارير صحفية عن تورّط مافيات دولية ذات أذرع داخلية في تهريب المخدرات ، داخل السودان والخرطوم بصفه خاصه ، وذات خصوصية شديدة داخل مواكب المتظاهرين ، لوجود عملائهم بسهولة أكبر ، وفي ذلك تقول الاختصاصية في علاج الإدمان ، رشا عبد الحفيظ سليمان ، أنها لم تشهد انتشارا للمخدرات مثل ما شهدته بعد 2019 ، وان انتشار آفة المخدرات في السودان إلى مرور البلاد بظروف سياسية واقتصادية صعبة، التي تحفزّ انتشار الظواهر السالبة والمشاكل الاجتماعية ، وليس فقط المخدرات وعليه، لا ترى أن أزمة انتشار المخدرات في البلاد أمرًا غريبًا بظل الوضع المعيشي الهشّ الذي يعيشه الشباب السوداني، مشيرةً إلى أنه منذ 4 سنوات لم تكن هذه الآفة منتشرة بهذا الشكل الكبير كما هو الحال اليوم ، كما تقول استمرار عدم الاستقرار وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ستأزم مسألة تعاطي المخدرات” ، ويحكي الكثير من المتعالجين من الإدمان أنه تلقى الجرعات الاولى من صديق له يتبعع لقوى الحرية والتغيير هو من ارشده إلى طريقها ، وقال كنا نتعب احيانا من السير لمسافات طويله في المواكب ، ونتعب أيضا من الغاز المسيل للدموع الذي يقذفوننا به العساكر وكنا احيانا نود التراجع فتأتي مجموعه من خلفنا حاملين اكياس بها كمية من الحبوب المنشطة والمخدرات ويعطوننا منها ، فنحس بانتعاشة مبالغ بها ونواصل مسيرتنا دون تعب أو ملل أو ملل ، حتى الفتيات اللاتي يخرجن يتم اعطائهم من هذه الحبوب ، إلا أن وجدت نفسي لا أذهب لموكب الا واتعاطيها ، وفي ذات السياق أطلق مستخدمون على مواقع التواصل ، في السودان حملة إلكترونية تحت عنوان “إلحق ولدك”، من أجل محاربة تفشي المخدرات في البلاد وخاصة مخدر “الآيس كريستال” الفتّاك الذي يعرف بـ”مخدِر الشيطان” وأصبح يمثل مصدر رعب لكل العائلات.