الحل عند البرهان!..




تعيش بلادنا الآن أزمة كبرى تقود لا محالة إلى حرب طاحنة لا تبقي و لا تذر إن لم تداركنا رحمة رب العالمين ثم وعي العقلاء الراشدين من المسؤولين وسببها واضح و جلي هو الافتقار إلى أهم عنصرين جوهريين يرتكز عليهما الحل للعبور منها إلى مربع الاستقرار السياسي المنشود..
فالعنصر الأول هو وجود قيادة وطنية مخلصة ورشيدة قوية ومبادرة تملك قدرة على قيادة الأمة والعبور بها من هذا التيه والاحتقان إلى خطوة جادة تمهد لمصالحة وطنية شاملة فبحق ليس هناك الآن رجل واحد في الساحة السياسية السودانية يستطيع فعل ذلك سيما أن من يقود بلادنا مجموعة أحزاب اليساريين التي ثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن قادتها إما ضعاف بصر وبصيرة أو خونة فاسدون يسعون بكل ما أوتوا من قوة في تنفيذ مخطط أسيادهم الدنيء من دول الاستكبار الذي يرمي إلى تخريب البلاد والعبث بها تمهيدًا لقيام حرب أهلية لا تبقي و لا تذر و دونكم اليمن وليبيا وسوريا فإن فيها عبرة لكل ذي لب .
وأما العنصر الثاني لحل الأزمة الحالية هو أن تتحمل قيادة القوات النظامية جميعًا مسؤوليتها وفي مقدمتها القوات المسلحة بقيادة الفريق الأول البرهان باستلام السلطة كاملة بعيدا عن زيف شعارات(مدنياوووو) وإعلان الانتخابات وفق جداول ومواقيت محددة تبدأ بإقامة مؤسسات الإشراف على الانتخابات وتنتهي مهمتها بممارسة الشعب السوداني حقه كاملًا في اختيار من يمثله وفق إرادة حرة ونزيهة ليس للخارج فيها أي يد أو تدخل..
مايحدث الآن من سيولة وفوضى وعبث السبب المباشر فيه هو تساهل الفريق الأول البرهان الذي سلم قياد أمره إلى خائن عميل مأجور إسمه حمدوك الذي تبين سوء نيته في قيادة البلاد إلى التشرذم والانقسام ومن ثم إلى هاوية الحرب و الدمار والفوضى ؟!
بالله عليكم هل يعقل أن يشترط حمدوك هذا في هذا الاحتقان إبعاد ممثلي الحركات المسلحة من وزاراتهم في التشكيل الجديد؟
أليس ذلك معناه دفعهم دفعًا إلى حمل السلاح مرة أخرى؟!
ماذا كان سيحدث لو أنه قبل بهم وزراء في تشكيله و(عبر) بالسودان لوضع متقدم.؟؟!!!
حمدوك لن يعبر بنا ولن يفعل ذلك لأنه وصل إلى مبتغاه الذي يريد بخلق مناخ مناسب من التشاكس والتنافر وهوة بين الفرقاء السياسيين يصعب ردمها، الأمر الذي يجعله منتشيًا تتساوى عنده كل المنازل في أن يستقيل أو يقال أو يبقى ..
أيها الكرام !! مانريد قوله و تأكيده هو أن الحل بيد البرهان بأن يعلن مسؤولية القوات المسلحة عن البلاد سلطة وأمنا وأمانا مبادرًا بتكليف وزراء وولاة عسكريين ومن ثم الشروع في وضع التدابير اللازمة للانتخابات بأعجل ماتيسر٠
ذلك هو المخرج فإن أي تردد سيدفع ثمنه الوطن والمواطنون المساكين الذين يشكلون أغلبية صامتة تقف غاضبة أمام حماقة أحزاب اليساريين الذين عجزوا عن إدارة البلاد وتحولوا الآن إلى فرض الفوضى فأبى عليهم الشارع ولم ينجحوا في حشد أكثر من أربعة آلاف في أحسن الأحوال سببت وتسبب القلق و الضيق و الإزعاج فقط لأنها ما وجدت من يحسمها بقوة القانون مستفيدًا من حالة الطواريء المفروضة..الأغلبية الصامتة هذه باتت أكثر قناعة بالجيش تريده أن يتدخل لفرض هيبة الدولة فليس من المعقول أن يترك الناس أعمالهم لأجل شرذمة قلة من اليساريين وبعض المخدعوين باتت كل يومين تعلن عن تظاهرات ضاق المواطنون منها ذرعا وعطلت مصالحهم٠
بصراحة أكثر على البرهان أن يختار الآن إما أن يحسم فوضى اليساريين وإما أن يتنحى؛ ففي القوات المسلحة ما يربو على الألف ضابط ممن يحبون تراب هذا الوطن ويقدمون دونه غالي الدم و عزيز المهج ،ولهم القدرة على إعادة الأمور إلى نصابها وإلا سيدفع فاتورة استسهاله إن استمر في سياسته هذه٠٠٠
سيدي البرهان !! توكل على الله وأعلنها قوية في وجه كل خائن مارق جبان ولاتخف من كذبة (المجتمع الدولي) فإن هذا الشعب فيه من أمارات البطولة و سمات الشجاعة ما يشد من أزرك إذا ما دعا داعي الجهاد و الفداء و آنس فيك عزيمة الأبطال؛ فثق بنصر الله ثم بدعم أبناء الشعب لك لتنقذ بلادك من كيد اليساريين٠

الدكتور/ عمر كابو..