الدولة تستنفر أجهزتها.. والكنائس توقف أنشطتها

حتى اللحظة لا إصابات بفيروس «كورونا» في سورية

استنفرت الدولة السورية كافة أجهزتها ومؤسساتها وإداراتها المختصة، لاتخاذ كل ما يلزم من إجراءات وقائية تحسباً من انتشار فيروس «كورونا» الذي فتك حتى الآن بأرواح الآلاف حول العالم، فيما لا تزال سورية بمنأى عنه حتى الآن، وفقاً للبيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة ووفقاً لتأكيدات الممثل المقيم لمنظمة الصحة العالمية في دمشق.

وفي تصريح صحفي عقب جولته في المطار التي قام بها إلى جانب وزير النقل علي حمود، بيّن وزير الصحة نزار يازجي أن إجراءات تعقيم الطائرة تطبق في جميع أقسامها، إضافة إلى مناطق الدخول إلى الطائرة، وصالات المطار لضمان أعلى درجة حماية للمسافرين.

ولفت يازجي إلى أن إجراءات التعقيم تتم إلى جانب التدابير الصحية المشددة التي تطبقها الوزارة على المسافرين القادمين والمغادرين، وهي المسح الحراري وفي حال تسجيل حرارة مرتفعة لأي مسافر يستكمل الفريق الطبي أخذ المعلومات منه وأخذ مسحة منه ومتابعته بمنزله وفي حال الاشتباه يتم وضعه بمركز الحجر الصحي في الدوير.

الممثل المقيم لمنظمة الصحة العالمية في دمشق نعمة سعيد عبد أكد في تصريح لـ«الوطن» أنه حتى تاريخه لم يتم الإبلاغ عن أي إصابة في سورية، منوهاً وحسب التقرير الأخير الصادر بتاريخ 15 آذار الجاري بأن جميع التحاليل المخبرية للحالات المشتبه في إصابتها بالفيروس كانت نتائجها سلبية.

وبيّن عبد أنه يتم التعاون المشترك مع وزارة الصحة لتعزيز القدرات الخاصة باتخاذ الإجراءات الاحترازية، ومنع انتقال الفيروس أو انتشاره، حيث قامت المنظمة برفد مخبر الأمراض الطارئة المرجعي في وزارة الصحة، بشحنتي مساعدات طبية تتضمنان كيتات للتحري عن فيروس كورونا المستجد 2019، وثمة شحنات إضافية في طريقها لسورية خلال الأيام القليلة القادمة.

ومتابعة للإجراءات الاحترازية أعلنت بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك وبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، سلسلة من الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية تحسباً من انتشار فيروس كورونا، شملت إيقاف الأنشطة والاجتماعات الخاصة والعامة حتى 4 نيسان.

الأرشمندريت جورج جبيل، الوكيل البطريركي العام للروم الملكيين الكاثوليك أكد في تصريح لـ«الوطن»، أن الكنيسة سوف تغلق مدة أربعة أيام أسبوعياً، كإجراء احترازي للوقاية من فيروس «كورونا»، إضافة إلى أن جميع النشاطات التي تشرف عليها الكنيسة جرى إيقافها.

ومن على الحدود مع لبنان، كشف مصدر مسؤول في مركز جديدة يابوس الحدودي، أنه تم اتخاذ إجراءات بمنع اللبنانيين بالدخول إلى سورية «كإجراء وقائي من فيروس كورونا المستجد»، موضحاً أن الجانب اللبناني طبق قراره «أمس» الأحد، بمنع دخول أي شخص إلى لبنان.

وفي تصريح لـ«الوطن» أكد المصدر أن الحركة أصبحت صفر مغادرة من سورية إلى لبنان، على حين تم استقبال المئات فقط من السوريين القادمين من لبنان باعتبار أن الجانب اللبناني يسمح للسوريين بالقدوم إلى سورية، مضيفاً: إننا نستقبل السوريين فقط.

وبالتوازي، بيّن مدير صحة ريف دمشق ياسين نعنوس أنه لم يتم رصد أي حالة جديدة مصابة بفيروس كورونا في ريف دمشق، كما لم يدخل أي أحد إلى الحجر الصحي في الدوير.

وقال نعنوس في تصريح لـ«الوطن»: إن الإجراءات الاحترازية التي قررتها الحكومة يتم تطبيقها في كل من مركز الدوير للحجر الصحي ومركز جديدة يابوس الحدودي مع لبنان.

وأضاف نعنوس: إن المديرية تقوم بفحص القادمين حرارياً وتسجيل بياناتهم ومتابعة أوضاعهم الصحية في منازلهم تحسباً لأي طارئ.

بدوره كشف مدير عام مشفى المواساة الجامعي بدمشق عصام الأمين في حديث خاص لـ«الوطن»، أن وزير الصحة وافق للمشفى على استدراج مواد المعقمات والكمامات والكفوف ومختلف مواد ووسائل الوقاية.

 بشكل مباشر عن طريق المشفى من دون العودة إلى الوزارة، وانتظار العقود المنفذة من قبلها، على أن يتم تأمين المواد بكميات تكفي لأكثر من شهرين، مضيفاً: إن ذلك يأتي نتيجة الظروف الراهنة والإجراءات الاحترازية والتدخل وتوجيه الحكومة لمواجهة فيروس كورونا.

علماً أن المشفى قام بتأمين كمية من مواد التعقيم عن طريق منظمة الصحة العالمية، وسيتم تأمين كميات إضافية بموجب الشراء المباشر.

كما كشف الأمين، عن التحضير لاستقدام أجهزة كشف حراري على باب المواساة، وذلك لكشف وفحص حرارة المرافقين، وخاصة أن حركة المرور بين دخول وخروج إلى المشفى تقدر بالآلاف بمن فيهم الكادر الطبي والتمريضي في المشفى وجميع العاملين فيه.

من جانب آخر، كشف مدير السياحة في ريف دمشق وائل كيال لـ«الوطن» أنه تم أول من أمس إغلاق كل منشآت الملاهي الليلية في مدينتي جرمانا ومعربا، وختمها بالشمع الأحمر سواء داخل المخطط التنظيمي أو خارجه، مبيناً أن الإغلاق للملاهي داخل المخطط يعد نهائياً ويتطلب من أصحاب المنشآت تغيير الصفة التشغيلية لهذه المنشآت.