ـ يُنسب للإمام أحمد بن حنبل أنه س
سُئل ألم تردك المحن عن الطريق؟ .. فقال في ثبات وطمأنينةِِ.. (والله لولا المحن لشككت في الطريق) ..
ـ وقيل أن عثمان دقنه عندما سمع أقدام الجنود تقترب من ( بيت الضيافه) التفت الي رفيقه .. آفلان لعل مابعتنى رخيص …المشكلة في الرفيق الذى يبيع بلاثمن
ـ وعندما تقاعس رفقاء ودحبوبه عن نصرته وخافوا بعد موته من اللوم فكتبوا في مذكراتهم إن ودحبوبة ثار من أجل استعادة ارض وطين وزريبة شوك تخصه .. ثم استمتعوا هم من بعده بعطايا الانجليز
- ثم أنه لفحول الرجال في السودان مقولات ذات كبرياء يواسون بها جرحهم ساعة النهايات اللئيمة … (آ نفس السواد المتعه كملتيها .. أبقي لزومه وقت القرعه وقعت فيها)
وقديما واسي الأستاذ احمد سليمان المحامى نفسه بمؤلف فخيم جعل مدخل دفتيه .. مشيناها خطي … والبقية.. (مشيناها خٌطيََ كُتبت علينا ، ومن كُتبت عليه خطا مشاها
ومن كانت منيته بأرضِِ فليس يموت في أرض سواها )
ّ- أما بعد … فإن حياة الرئيس السجين عمر البشير ليس فيها شئ الآن أنفع من العبر والعظات والدروس التى تتدفق علي جنبات أكثر من ثلاثين عام منذ العام 89م إلي ليلة البارحة .. وأن أعظم هذه العظاة هي أنّ مشاكل السودان المستعصية لن تُحل بمجرد تلاوة البيان الأول حتى لوجاء مستشهدا بالقول الكريم ،، ( قل جاء الحق وزهق الباطل) . فالبيان الأول لم يهدئ قلق قضايا السودان من لدُن بيان عبود إلي بيان بن عوف ..ولكن أكثر الناس لايعلمون
- تنقسم النخب بعد تلاوة البيان الأول إلي (فزعين) ، فزع يناطح الحكام الجدد بقرنيه وأظلافه وأظلاف دول الجوار وفزع يناصر الحكام الجدد بلسانه وحلقومه . فتسيل دماء كثيرة ويضيع زمنا غير قليل
. مشكلتنا أننا لم نتعلم أهمية علم التشريح ولم نُوقع علي قانون (سل الأعضاء) النافعة من الأسلاف وإعادة ( تشغيلها) ويمنعنا الهتاف الصخيب من الالتفات لأخذ العظات من الحكومات والأنظمة السالفه لنضئ بها عتمة قادم الطريق ، لاننتبه أن الحكومات السابقة مثل توابيت الفراعنة محشوة بالزئبق الأحمر وجواهر العظات وعصارة التجارب في الحكم والادارة - ولو أن رؤوساء أحزابنا التعيسة جلسوا إلي عبود وطلبوا منه كتابة تجربته في إنشاء المصانع الصغيرة الناجحة لما ضن عليهم الرجل ولكن ماذا نقول للأقرع النزهي الذى يتربع علي عروش أحزابنا
- لو أن اليسار لم يحبس الأزهري عليه الرحمة وتحفظ عليه في داره لكتب الأزهري أفضل مايُقرأ الآن عن عيوب النٌخب وثغرات المثقفين وعن رهق الموازنة بين (الحزب والطائفه) ، وازدواجية ( الأشقاء والختمية) وعنت الإنتقال بالدولة من ظهر البادية إلي منصة الحداثة ، ولو أن نميرى عليه الرحمة لم يقض بقية سنوات العافية في مصر لحدثنا عن الوجع الذى لازم خاصرته بعد ضرب الجزيرة أبا ، ولحدثنا عن محبة شعب الجنوب له ومكر نخب الجنوب به وعن (تلاتة مارس عيد)ّولماذا كل أعيادنا تنتهي بكل هذه الدموع المالحه ، وربما لنصحنا حتى لانقع في براثن البنك الدولي وتمويلاته الماكره ، ولسجل لنا الفرق بين أداء حكومات التكنقراط في عهده وحكومات منسوبي الأحزاب بعد المصالحه ولكن …
- فإذا كانت تجربة الأزهري وعبود ونميرى تملأ نصف جَرة فإن تجربة البشير المحبوسة معه بين أربع حيطان تملأ وتفيض عن كل آنيتنا الفارغه فمن يطلق سراحها ؟
- أيها القوم هذه فترة وتجربة نضّاحه بالمعلومات في الدبلوماسية والتخابر والإقتصاد لاتخص عمر البشير وحده بل تخص السودان شعبا وحكومات قادمات فلا تكونوا كالحمقي تقذفون بالصندوق في البحر بحجة أن المفتاح في جيوبكم .. قاتل الله الحماقة أعيت من يداويها
- فالبشير أفضل من يحدث الناس عن تجربة قيد الأيدلوجية والتخلص منه ، وبراح إدارة الدولة برجال حكم خليط من الجيش والمدنيين، عن حمية الحرب ووطأتها ، طعنات هزائمها وبهجة انتصاراتها ، عن استخراج البترول وخطأ استخدام موارده ( وقد حدثني عن ذلك) عن نية الإنفتاح التى تأخرت وعن حبس السودان تحت سقف متدنى في العلاقات الخارجية ، ارتفاعه هو أطوال كتف الحركة الإسلامية ( وقد قرأ لي في ذلك آيات المضطر الغير باغ ولاعاد) نعم هو أفضل من يحدثنا الآن لماذا عاف خبراء الإقتصاد الذين جاء بهم مصافحة الإقتصاد الزراعي بشقيه ( وقد رد لي أنهم يعتقدون أنه بطئ المردود فقلت له نعم ولكنه كالدرب يغشي العروق كلها)
- نعم البشير أفضل من يحدث الناس عن نيفاشا وعن اخطاء الحرب والتفاوض في ملف دارفور … وهو افضل من يحدث الناس وهو خارج الميدان لماذا ارتبكت أقدامه في (خط سته) وفشل في إحراز هدف ( الإعتزال الأخير) فثلاثون عام من الرهق والضغط تكفي ،، هل حقا إن الذى أخر إعلان لحظة الإعتزال هو مخافة إشعال نار (كنبة الإحتياط) وهى نار أحمي من مظاهرات صلاح قوش ، أطلقوا سراحه ليحدثنا عن سقم البطانه السيئة وكارثة عدم تجديد الدماء وفتح النافذة …عن الزعماء الذين عارضوه بالنهار واعتذروا له في جنح الظلام .
- يبقي البشير سلسلة من التقديرات فيها الذى خاب وفيها كثير من الصواب وأوفرها كان فتح باب الحوار الذى يغلقه الآن هؤلاء الأغرار
يبقي البشير أصغر من قاد حزبا بين خمس من الكبار الذين يقودون أحزابهم منذ الستينات ،، يبقي البشير .. كبري رفاعه وارقي والدويم وتوتى ويبقي بعض أخطاء التنفيذ وتجاوزات المنفذين ،بإختصار يبقي تجربة ومن غيرنا من الشعوب يلقي كل تجاربه وراء ظهره - وتبقي شهادتنا نحن ( بعض مانعرف) وماشهدنا إلا بما علمنا … حاربنا الرجل عبر منابر الكلمة والخطاب غير هيابين وغير مأجورين وأستجبنا لنداء حواره غير مكريين والذى يمتلك صك منفعة يقيم به الحجة علينا ويعيد لساننا بين فكينا فليبرزه
نقول … هذا الرجل بأخطائه وهفواته يبقي أفضل من بعض الذين يملأوننا زعيقا الآن ،فبعضهم شركائه في اخطاء دارفور وبعضهم اكثر منه خطايا بلفهم عنق السودان بحبل العقوبات الغليظ الذى يحاولون قرضه الآن بأسنانهم فلايستطيعون - عمر البشير ليس مجرد سجين ، بل هو تجربة ثقيلة العظات والدروس والأمم لاتمسح تجاربها ،،، حتى سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام لم ينسخ كل تجربة قريش … وقد جلس ذات يوم نضر الله وجهه يقول .. دُعيت لحلف في الجاهلية اسمه حلف الفضول لو دُعيت لمثله اليوم لأجبت .. وهو الذى جلس بعد فتح مكة يعيد تلاوة خطبة قس بن ساعدة الايادى ويتذكر أيام سوق عكاظ
ـ اطلقوا سراح الرجل الذى يقف عند رأسه ابو الطيب المتنبئ الآن وينشد :-
(ماذا وجدت من الدنيا؟ وأعجبه … إني بما أنا باك منه محسود)!!
فمن الذى حكم السودان هذا البلد البعيد مابين المنكبين ثم ذاق العافية ؟؟ - حسن اسماعيل