أعلن الرئيس اللبناني ، ميشال عون، اليوم الأربعاء، بتحديد موعداً للاستشارات النيابية المُلزِمة لتسمية رئيس حكومةٍ جديد يوم الخميس المقبل، محرّكاً بذلك قليلاً من المياه الراكدة حكومياً، بعد فشل محاولة أولى الشهر الماضي لتشكيل حكومة “مستقلين” يطالب بها الشارع والأسرة الدولية.
وأعلنت الرئاسة اللبنانية في تغريدة، أن “الرئيس اللبناني عون حدد يوم الخميس 15 أكتوبر الجاري، موعدا لإجراء الاستشارات النيابية لتكليف شخصية بتشكيل الحكومة الجديدة.
وبعد أشهر من المشاورات غير المثمرة إثر تعيينه أواخر أغسطس، اعتذر رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب في 26 سبتمبر عن عدم تشكيل الحكومة اللبنانية، في ظل خلافات بين الأفرقاء على الحقائب الوزارية، ووسط مطالبات دولية متزايدة بحكومة تنفذ إصلاحات ضرورية لإخراج هذا البلد من أسوء أزمة اقتصادية يواجهها منذ عقود.
إعلان الرئيس اللبناني خطوة مهمة
يقول العارفون إنّ خطوة رئيس الجمهورية بالدعوة إلى الاستشارات كانت ضرورية، بعدما أدرك أنّ ملف الحكومة بات “منسيّاً” بالنسبة إلى الكثير من الفرقاء، ممّن باتوا يتعاملون معه على طريقة “التجاهل”، وكأنّه ليس “من الأولويات”.
خير دليلٍ على ذلك، وفق هؤلاء، أنّ الملفّ لم يخطُ خطوة واحدة إلى الأمام منذ “اعتذار” السفير مصطفى أديب، و”انكفاء” الوسيط الفرنسيّ بعد الخطاب “الناريّ” للرئيس إيمانويل ماكرون الذي منح اللبنانيين مهلة أربعة إلى ستة أسابيع للحفاظ على المبادرة الفرنسية، وقد ضاع منها أسبوعان ونصف حتى الآن، من دون تحقيق شيءٍ يُذكَر.
ولعلّ ما أثير في الساعات الماضية من أفكارٍ يُستشَفّ منها وجود نيّةٍ لدى البعض بـ “التطبيع” مع “الفراغ”، أو مع “تصريف الأعمال”، سواء على مستوى “تعويم” حكومة حسّان دياب، أو ابتكار “بدعة” تسمح للأخير بالعودة عن استقالته، كلّها عوامل تجعل من “تحريك” الملفّ الحكوميّ أمراً مُلِحّاً وضروريّاً، من دون أيّ نقاشٍ أو تفسير.
لكن، أبعد من “ضرورة” الخطوة و”إلزاميّتها”، تفادياً لجعل ملف الحكومة “هامشياً” على خط الأزمات المستفحلة التي يتخبّط بها اللبنانيون، كان لافتاً أنّ رئيس الجمهورية أعطى الأفرقاء مهلة لأكثر من أسبوع حتى موعد الاستشارات، وكأنّه يدعو إلى “تكثيف” الاتصالات خلالها، للتوافق على اسم شخصية يتمّ تكليفها.
قد لا يكون موعد الاستشارات نهائياً، وهناك “سوابق” حصلت وأدّت إلى تأجيله في ربع الساعة الأخير، لكن مجرّد الدعوة قد يكون الخطوة الأولى، وإن أتت متأخرة، خطوة ينبغي أن “تُستلحَق” بخطواتٍ أخرى، تعيد الأمور إلى نصابها، بدل انتظار “الفرج” من الخارج، والذي قد يأتي، لكن قد لا يأتي أيضاً…