الحرب الأهلية التي تدور في اليمن بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادى المسنود من السعوديةوحركة الحوثيين التي تحظى بدعم إيراني، وصلت لذروتها في السنين الخمسة الاخيرة، بعد تدخل العديد من الأطراف الخارجية، والتي ادت إلى تدمير البني التحتية وانهيار التعليم والاقتصاد وتهتك النسيج الاجتماعي، وتفاقمت الاوضاع الانسانية لحد خطير، لا يبدو ان هنالك انفراج قريب في الازمة.
التحالف العربي
وتطوّر الصراع ليصبح حرباً إقليمية تورطت فيها العديد من الدول والقوى مكونة فيما يعرف ب ” التحالف العربي” على رأسه السعودية والامارات، مصر والسودان و دول أخرى.
ان مصوغات السعودية في حربها على اليمن، تفتقر للموضوعية لأن ما ظلت تطرحه مرارا وتكرارا، هي دعمها للحكومة الشرعية في اليمن، والمساهمة في استقرار البلاد والاقليم، فيما تعكس الاوضاع في ارض الواقع حقائق صادمة وتجارب مريرة يقاسيها شعب اليمن.
اليمن اسوأ الكوارث الانسانية المعاصرة
فالحرب التي دخلت عامها الخامس، يصنفها العديد من المتابعين والخبراء في الأمم المتحدة على أنها أسوأ أزمة إنسانية شهدها عصرنا الحديث.
إذ يقدر عدد القتلى بأكثر من 70 ألف قتيل، غالبيتهم من اليمنيين. وبحسب تقارير فإن الغارات الجوية فقط التي تقودها السعودية وحلفائها تسببت في مقتل ثلثي هذا العدد.
وبحسب احصائيات رسمية مقدمة من قبل الامم المتحدة، فان هناك أكثر من 30 جبهة قتال مفتوحة، وهنالك أكثر من 3.3 مليون نازح، وتأكد التقارير الموثوقة أن 80% من سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات انسانية وطبية، هذا إلى جانب ان هنالك بالفعل 11 مليون يمني يعتمدون على المساعدات الغذائية.
هذا اذا ما وضعنا في الاعتبار معاناة الاطفال والامهات من النزوح والفقر والاستغلال والعمالة وكل الافرازات الكارثية التي خلفتها الحرب.
إذ تضرر النظام البيئي وانهار النظام الصحي، فالأطفال يموتون بسوء التغذية والدسنتاريا والكوليرا والان فايروس كورونا المستجد.
دوافع السعودية
لا يمكن بأي حال من الأحوال ان تنطلي على المراقبين مصوغات السعودية بأن الحرب على اليمن، تنطوي على رسائل سلام ومحبة لوجه الله، وانها خسرت أكثر من 15 مليار دولار فقط لدعم حكومة عبدربه هادي منصور ولحماية الشرعية في اليمن.
ان السعودية تخوض حربها في اليمن من أجل ضرب عصفورين بحجر واحد، اولا القضاء على النفوذ الايراني في اليمن وذلك بتشتيت وانهاء قواعد جماعة الحوثي المسنودة من طهران، وثانيا لبسط هيمنتها على جزء من الاراضي اليمنية الممتدة ما بين محافظتي حضرموت والمهرة اليمنيتين.
لماذا ؟
لماذا هذه المحافظتين بالتحديد، ببساطة لأنهما ظلت لفترات طويلة تدغدغ اشواق السعودية من أجل انشاء قناة لمد أنبوب نفطي وتأمين نقل صادرتها النفطية، كبديل استراتيجي بدلا عن مضيق هرمز والذي يعج بتواجد السفن الايرانية.
وعلى الرغم من ان الحرب في اليمن دخلت عامها الخامس منذ أشهر، إلا ان السعودية لم تنجح في تحقيق سوى حفنه يسيره من اهدافها ولا تساوي ربع ما صرفته من مليارات الدولارات ولا خمس ما خسرته وحلفاءها.
وعلى المستوي العسكري والاقتصادي والدبلوماسي والانساني، فهل تعترف الرياض بانها خاضت حرب خاسرة، وتنسحب كليا من الاراضي اليمنية، حتى يتثنى للفرقاء بالتوصل إلى سلام يحقن دماء الشعب اليمني ويصون ما تبقى من كرامته.