نفت السفارة الإيرانية في تركيا اليوم الأحد تقريراً عن قيام الحرس الثوري بإرسال مقاتلين من سوريا إلى اليمن، فيما وشت عدة تطورات على الأرض و نشاط المبعوث الإيراني لدى الحوثيين في صنعاء، الجنرال حسن إيرلو، من جهة، فضلا عن تأكيدات قادة الحرس الثوري من جهة أخرى، بوجود قوات إيرانية في اليمن بما يتعدى مهمة المستشارين فقط.
وكانت مصادر تركية رسمية أفادت أمس السبت، أن “الحرس الثوري الإيراني أرسل 120 مرتزقا سوريا من محافظة دير الزور لدعم الحوثيين في اليمن”.
كما أضافت أن “هؤلاء المرتزقة تم اختيارهم من بين الإرهابيين المدعومين من إيران في محافظة دير الزور السورية وسيقاتلون لمدة 30 شهرا في صفوف الحوثيين”.
إلى ذلك، لفتت إلى أن “السلطات الإيرانية ستدفع لهؤلاء الأشخاص ما بين 400 و500 دولار شهريا إضافة إلى الرواتب التي تدفعها لهم في سوريا”.
لكن حساب السفارة الإيرانية في تركيا نفى على تويتر صحة هذا التقرير، وكتب في تغريدة اليوم “الأنباء التي نشرتها مصادر حول قيام القوات العسكرية الإيرانية بنقل مقاتلين من سوريا إلى اليمن ادعاءات تنم عن جهل بالوقائع الميدانية.”
وكانت المصدر أشارت أيضا إلى أنها “المرة الأولى التي ترسل فيها إيران مرتزقة من سوريا إلى اليمن” مشددة على أن “كل هؤلاء المرتزقة نقلوا من سوريا تحت ستار الحجاج، أولاً براً إلى العراق وإيران ثم بحراً إلى اليمن”.
الصراع بين الحكومة الإيرانية والحرس الثوري
يأتي نفي السفارة الإيرانية ليظهر بشكل أوضح الصراع بين الحكومة والحرس الثوري حول تواجد قوات إيرانية في اليمن ودول عربية أخرى وتأثير ذلك على سياسة طهران الخارجية.
وكان الحرس الثوري أقر صراحة، في أوقات سابقة وعلى لسان عدد من قادته بإرسال مستشارين عسكريين لمساعدة مليشيات الحوثي في اليمن.
وأعلن العقيد رستم قاسمي، مساعد قائد فيلق القدس بالحرس الإيراني ووزير النفط الإيراني السابق، في مقابلة مع مصادر الشهر الماضي، بأن لإيران مستشارين في اليمن، مضيفا أن بلاده تقدم أسلحة للحوثيين وتوفر لهم تدريبات عسكرية”.
وقوبلت تصريحات قاسمي باستنكار من قبل وزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي قال إن هذه التصريحات “تناقي الواقع وتتعارض مع سياسات طهران”، كما شدد في حينه على أن “إيران تدعم المسار السلمي للأزمة اليمنية وجهود الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي لهذه الحرب”.
لكن قاسمي عاد ورد على ظريف والمنتقدين عبر حسابه على تويتر بنشر فيديو لتصريحات محمد باقري، رئيس الأركان الإيراني حول دعم الحوثيين بكافة الأشكال، وكتب قائلا إن “المفاوضين الإيرانيين انخرطوا في لعبة تفاوض فاشلة لدرجة أنهم نسوا سياسات الثورة.
وكان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني علق على تلك التصريحات معتبرا أن “اعترافات قيادات النظام الإيراني الواضحة، وآخرها تصريح مساعد قائد فيلق القدس رستم قاسمي، عن دور طهران في الانقلاب، وتقديمها دعماً عسكرياً لميليشيات الحوثي، وانخراطها في القتال إلى جانب الحوثيين على الأرض، انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية، وتحدٍ سافر لإرادة المجتمع الدولي”.