خلال الندوة الفصلية التي نظمها معهد الولايات المتحدة للسلام، ومقره واشنطن، قال السفير الأميركي في العراق، ماثيو تولر، إن لدى إدارة الرئيس الجديد، جو بايدن 4 أولويات في بلاد الرافدين، يرى مراقبون أن عقبات صعبة تعترض سبيلها.
وأوضح ماثيو أن الأولويات في المستقبل المنظور تشمل محاربة تنظيم داعش.
ومساعدة الحكومة العراقية في محاربة الفساد ومواجهة الأوضاع الاقتصادية الصعبة، إلى جانب مسألتي تحديات فيروس كورونا وأزمة التغير المناخي.
مراقبون عراقيون لتصريحات السفير الأميركي، لاحظوا تغيراً جذرياً في خطاب المسؤولين الأميركيين تجاه العراق.
وذلك على مستويين أثنين، كما قال الباحث خضر عبد الرحمن في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”.
وأوضح “الإدارة الأميركية الجديدة من خلال تصريح سفيرها توحي بأن اهتمامها بالعراق يتجاوز مسألة محاربة الإرهاب والشراكة الأمنية التقليدية بين الحكومتين.
لتكون للولايات المتحدة مساهمة في المسألة التي تهم يوميات المواطن العراقي، بالذات في ملفي مواجهة فيروس كورونا والفساد المستشري في مؤسسات الدولة”.
وتابع: “كذلك فإنه ثمة تغيير في نوعية الخطاب الأميركي، من خلال إدخال مقترحات واهتمامات مناقضة.
لخيارات الإدارة السابقة، مثل ملف مواجهة التغيير المناخي والقضايا البيئية، التي هي محل إهمال تام من قِبل الحكومة العراقية”.
تصريحات الدبلوماسي الأميركي جاءت بعد نحو شهرين من تولي الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة بايدن السلطة في واشنطن.
وخلال هذه الفترة القصيرة لم تصدر عنها أية توضيحات أو معطيات تُحدد استراتيجيتها العامة في العراق، رغم أنه يُعد من المناطق الساخنة بالنسبة للولايات المُتحدة.
فبالإضافة إلى انهماك الولايات المُتحدة في مواجهة بقايا التنظيمات الإرهابية المتحصنة في المناطق الصحراوية والجبلية الوسطى من البلاد.
فإنها تتعرض لهجمات صاروخية دورية من طرف ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران.
السفير الأميركي في العراق كان قد أوضح بأن بلاده لا تزال تسير على أولياتها الاستراتيجية التقليدية.
مُبيناً بأن الإدارات الأميركية تتغير دورياً كل أربع أو ثمانية أعوام، لكن التحديات التي تواجه المصالح والأمن القومي الأميركي تبقى مستمرة.
وكل إدارة تتعامل مع الثوابت حسب رؤية وطريقة تعامل مختلفة. مذكراً بأن العراق من خلال هذه الثنائية، بقي طوال فترة طويلة بلداً حيوياً لم يتغير اهتمام الولايات المُتحدة به.