انتشر مصطلح ( السمبك ) في الآونة الأخيرة بشكل كبير في السودان وهو اختصار للهجرة الغير الشرعية ، يمر السودان بازدياد حالة الفقر وتدهور الأوضاع المعيشية فيه ، ما يدفع الشباب اليافع للبحث عن وسيلة أخرى ، لتأمين حياته ومستقبله ومستقبل عائلته ، ونظرا لصعوبة الحصول على تأشيرات دخول للبلدان الأوروبية، فيلجأ الشباب إلى السمبك عن طريق ليبيا برا ، ومن ثم القفز على قوارب الموت بحرا ، ليعبروا البحر الأبيض المتوسط ، ومن ثم يستقروا في القارة الأوروبية ، بصفتهم مهاجرين غير شرعيين ، وبالرغم من المخاطر والتحديات المخيفة والقصص الكثيره التي يستمعون لها من اولئك الناجين والتحديات المريرة التي تواجههم من قبل العصابات الليبيه ، إلا أنهم يصرون مرة أخرى لخوض نفس السيناريو المرير ، فلسان حالهم يقول نموت أغنياء في أوروبا ولا نموت جوعا وفقرا في السودان، و بالنسبة لأولئك الذين يصلون إلى أوروبا، فإن التحديات والمخاطر التي يواجهوها ، تبدأ مرة أخرى فور وصولهم إلى اليابسة ، حيث لا مأوى لهم ، وإجبارهم على العيش في ذلة وفي ظروف غير صحية و سيئة، ومواجهة السلطات المعادية، تدفع الكثير من الناس إلى المرض النفسي والجسدي ، وبالرغم من إرجاع وزارة الخارجية السودانية في شهر سبتمبر الماضي عدد 235 من ضحايا الهجرة غير الشرعية من ليبيا والنيجر إلى البلاد، وتنظيم 6 رحلات عودة طوعية من ليبيا أرجعت فيها أكثر من ألف شخص سوداني هذا العام، و ترحيل العديد من المهاجرين الغير الشرعيين السودانيين إلى بلدهم من قبل جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية الليبي ، إلا أن الإصرار على الهجرة الغير شرعية أصبح في انتشار واسع ، وما يلفت الأنظار أن المهاجرين ليسوا فقط شباب ، بل نساء وأطفال يخاطرون بحياتهم من أجل حياة أفضل ، ونجد أن نسبة المهاجرين الشباب والنساء والاطفال جلها إن لم نقل أكثرها هم من ولايات دارفور ، التي تحظى بخيرات جمة وثروات هائلة ، وموارد طائله ، إلا أنهم يتركونها لصعوبة بسبب النزاعات والحروبات الأهلية فيها وانتشار الارتزاق بها . وقد جمعنا بعض قصص الناجين والمستقرين في أوروبا ؛فتقول نورسين عباس 28 سنه كاتبة محتوى سوشيال ميديا أنها مطلقه ولديها ابن في السادسة من عمره وتعاني مرارة الأمرين وبالرغم من حصولها على شهادة جامعية مرموقة إلا أنها لم توظف في بلدها وعليها رعاية نفسها وابنها ومستلزماته المدرسية والحياتية وتعاني من قسوة الظروف ما اضطرها للهجره في ظروف اسوأ عانت فيها وطفلها من كل مرارة القسوة الجسديه والنفسيه وتعرضها للتحرش الجنسي من قبل السماسرة المهاجرين ، وضيق المركب الذي يقلهم وإعدادهم الكبيرة فيها . ويقول ابراهيم النور 30 عام أنه لم يتزوج بعد بسبب إرتفاع التكاليف وليس له مسكن أو عمل ثابت وارتفاع الأسعار في السودان وعدم العدالة في توظيف الشباب ما جعله يبيع كل ما يملك لأجل الوصول إلى القارة الأوروبية وتحسين وضعه ، بالرغم من معرفته التامه بمخاطر الرحلة وضيقها وموت الكثير من يعرفهم فيها إلا أنه نجى بأعجوبة من موت محقق وعانى أيضًا عند الوصول إلى شواطئ أوروبا من خفر السواحل ، وهروبه منهم ، ومعاناته الكبرى في تأمين نفسه في بلد أجنبي وإثبات هويته ، وعانى من اضطرابات النوم والقلق المتزايد ما سبب له حاله صحيه ، فهو يناشد الشباب السوداني بعدم خوضهم للتجربة المريرة ، وتمنى أن يصبح السودان افضل مأوى لهم