يخرج السودانيون إلى الشوارع، اليوم، في الخرطوم ومدن الولايات الأخرى، في مظاهرات أطلق عليها «الزلزال» لحماية الحكم المدني الديمقراطي، وقطع الطريق أمام أي محاولات لانقلاب عسكري يعود بالبلاد إلى حكم شمولي ديكتاتوري.
وأعلنت لجان المقاومة والأجسام النقابية والكيانات السياسية المنضوية في {قوى إعلان الحرية والتغيير} (التحالف الحاكم)، مشاركتها بقوة في المسيرة التي تصادف ذكرى ثورة 21 أكتوبر (تشرين الأول) 1964 التي أطاحت حكومة الجنرال إبراهيم عبود.
ويطالب منظمو المسيرة بنقل رئاسة مجلس السيادة الانتقالي من العسكريين إلى المدنيين، والإسراع في تشكيل المجلس التشريعي الانتقالي، وتحقيق العدالة الانتقالية، وتعيين رئيس القضاء والنيابة العامة والمفوضيات المستقلة
وتأتي الدعوة في ظل أزمة سياسية حادة بين أطراف الحكم الانتقالي (المدني والعسكري)، وخلافات بين قوى «التغيير»، أدت إلى خروج حركات مسلحة وأحزاب واصطفافها إلى جانب «العسكريين» في مجلس السيادة الانتقالي.
بدورها، تدعو المجموعة المنشقة من التحالف الحاكم، التي تنظم هذه الأيام اعتصاماً أمام القصر الجمهوري بالخرطوم، إلى حل الحكومة الانتقالية، وتوسيع قاعدة المشاركة، وهي الدعوة التي يتبناها رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في إطار خلافتهما مع المجموعة الحاكمة من أحزاب {قوى الحرية والتغيير}.
في موازاة ذلك، دعت المجموعة المنشقة أنصارها للخروج اليوم، وسط مخاوف من اصطدام بين التيارين يؤدي إلى عنف يجر البلاد نحو الفوضى.
من جهة أخرى، جددت الإدارة الأميركية دعمها القوي لعملية الانتقال في السودان، داعية شركاء الحكم المدنيين والعسكريين لتجاوز خلافتهما والالتزام بالوثيقة الدستورية.