أخبار ساخنةمقالات الرأي

السودان..الأحزاب السياسية أقل من طموح الشعب وخذلت الشارع السوداني

الاحزاب السياسية أقل من طموح الشعب وخذلت الشارع السوداني، قد يبدو عنوانا للوهلة الأولى موغلا في التعميم والاحباط ومدخل يحمل في ثناياه الكثير من الايحاءات ومشاعر الخذلان.

وربما يكون غير متسق مع مسار  وشعارات ثوة ديسمبر المجيدة التي ازاحت أحد أكثر الأنظمة دكتاتورية ودموية في تاريخ السودان الحديث وربما تاريخ افريقيا القريب.

أن نظام الاخوان المسلمين الذي جثم لمدة ثلاثين عام على صدر الشعب السوداني وهلك النسل والزرع، واباد الشعب السوداني في دارفور وجبال النوبة واشعل الحروب في الشرق وفي الجنوب وفرٌط في وحدة السودان بانفصال جنوب السودان في 2011.

ودمر الاقتصاد والبنية التحتية وشرد السودانيين ما بين  نازح ولاجئ ومهاجر، قد ذهب بإرادة الشعب الى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليه.

و انتهى المشهد السياسي في السودان بعد ثورة ديسمبر المجيدة بتفاوض العسكر والأحزاب المعارضة لنظام البشير وأفضت هذا التفاوض في اخر الأمر الى مرحلة انتقالية لمدة ثلاث سنوات ونصف يتقاسم فيها السلطة الجيش والأحزاب .

وبدا انها فرصة ثمينة لمحاولة بناء دولة مدنية حديثة، دولة المواطنة والعدالة والتي تستوعب كل هذا التنوع الذي تذخر به البلاد.

وظلت مطالب الثورة والثوار بائنة و واضحة، تتلخص في تحقيق العدالة الانتقالية وتحقيق السلام مع قوى الكفاح المسلح وتفكيك مليشيات النظام البائد، وهيكلة القوات النظامية، التي تم بناءها على أسس أيدولوجية وعنصرية، لتتسق مع مرحلة سودان ما بعد ثورة ديسمبر، ولتكون أجهزة قومية تمثل كل الشعب وتدافع عنه.

إلا ان ما حدث في أرض الواقع شيئا مثيرا للاشمئزاز وعلى النقيض تماما، حيث تكشفت هذه الأحزاب للشارع السوداني بمجرد الفراغ من توقيع الوثيقة الدستورية، حيث بدأ الصراع بينها في تولى المناصف في الحكومة الانتقالية.

وتفاجأ الشارع السوداني بان الأحزاب لم تكن لديها خطة واضحة في ملفات جوهرية تتعلق بمهام الفترة الانتقالية وبـ ملف السلام في السودان الذي هو احد اهم مفاتيح استقرار ونهضة البلاد.

بل أظهرت هذه الأحزاب عدم رغبتها في التوصل لسلام حقيقي  مع قوى الكفاح المسلح، وتكُشف للشارع السوداني ان رهانه كان خاسر، فهذه الاحزاب ورثت امتيازات منذ استقلال السودان، ولا تريد التنازل عن ذلك.

هذه الامتيازات تتوفر لها عبر حواضنها الاجتماعية و عبر منابرها الحزبية، امتيازات اقتصادية وامتيازات في العمل وامتيازات في تبوء المناصب وفي صنع  القرار  … الخ.

الاحزاب السودانية المعارضة خاصة الاحزاب التقليدية لا تريد تحول ديمقراطي حقيقيا ولا تغييرا حقيقيا يوفر لعموم الشعب السوداني فرص متكافئة في السلطة والثروة، العمل والسياسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons