ظل الحزب الشيوعي السوداني يبحث عن مكانة مرموقة له في وجدان الشعبي السوداني الأبي منذ تأسيسه قبل سبعون عاماً، إلا أنه في كل مرةٍ يفشل فشلاً ذريعاً ولم يتمكن من بلوغ مراميه السياسية.
بدأ الحزب الشيوعي السوداني البحث عن حاضنة عسكرية له حتى يتمكن عبرها من الوصول لأهدافه التي يسعى إليها.
ففي تطور مفاجيء للمراقبين والمهتمين بالشأن السياسي السوداني والخبراء يرون أن الشيوعي فقد موقعه في قوى الحرية والتغيير الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية بعدما عرف أنه لا مكانة له في الحكومة القادمة بعد إتفاقية السلام التي وقعت بين الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية بعاصمة دولة جنوب السودان (جوبا).
وبالتالي أصبح الحزب الشيوعي يعاني من هذا الأمر مما هدى به بتوقيع مذكرة تفاهم بينه وبين فصيل عسكري مسلح أصدر أكثر من بيان رافضاً إتفاقية السلام التي وقعت بين الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية وهو بهذا الرفض تتطابق رؤاه مع الحزب الشيوعي الذي وصف الاتفاقية بأنها هي مهددة للوحدة الوطنية ومهددة للأمن القومي السوداني.
وكانت وسائل التواصل الاجتماعي تناولت خبراً مفاده أن الحزب الشيوعي وقع مذكرة تفاهم مع الفصيل المسلح المعارض وجاء الخبر بأن وفد من الفصيل عقد اجتماع مع ممثلين للحزب الشيوعي وضم الاجتماع قادة بارزين منه بجانب قيادات نافذة من الحزب الشيوعي حسب ما جاء في البيان المشترك.
رفض التطبيع مع إسرائيل
يرى بعض الخبراء بأن هناك خلافات حادة وسط قادة الحزب الشيوعي. فالسؤال الجوهري هنا: هل عجز الحزب الشيوعي السوداني من الحلول السياسية والدعوات السلمية التي يدعو لها ولجأ إلى ابرام اتفاق مع فصيل مسلح لتقويض الحكومة الانتقالية الحالية؟
ويرى الاستاذ الجامعي والخبير في فض النزاعات دكتور عبدالله محمد عبدالكريم بأن الحزب الشيوعي فقد صوابه وكل ما كان يدعو له بطريقة سلمية ولجأ إلى فصيل مسلح ينطبق فيه القول (إنْ لم تصلح فضر).
كما وقد أعلن الحزب الشيوعي السوداني رفضه أي تطبيع للعلاقات بين السودان وإسرائيل.
جاء ذلك في تصريحات عضو سكرتارية اللجنة المركزية للحزب، صديق يوسف، أدلى بها لوكالة الأنباء السودانية الرسمية.
وقال يوسف: “نقف مع حق الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع مع إسرائيل”.