أهم الأخبار

السودان الشرق يربك الحكومة ويضعها بين خيارين

بسبب التصعيد في الشرق تواجه الحكومة الانتقالية في الخرطوم خيارين إما إلغاء المسار وإثارة حفيظة أصحابه أو التمسك به واستمرار إغلاق الإقليم.

الخرطوم- أغلق العشرات من المحتجين الجمعة مدخل مطار مدينة بورتسودان على البحر الأحمر بعد أربعة أيام من قيام متظاهرين بغلق هذا الميناء الرئيسي، اعتراضا على اتفاق سلام وقعته الحكومة السودانية العام الماضي وللمطالبة بالتنمية وإنهاء التهميش

ويضم شرق السودان ولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف، وهو من أفقر مناطق البلاد.

وفي أكتوبر وقعت الحكومة الانتقالية السودانية في مدينة جوبا اتفاق سلام تاريخيا مع عدد من الحركات التي حملت السلاح في عهد الرئيس السابق عمر البشير احتجاجا على التهميش الاقتصادي والسياسي لهذه المناطق.

عبدالوهاب جميل: المطالب تجاوزت إلغاء مسار الشرق إلى حل الحكومة

وفي الشهر نفسه وبعد التوقيع، قامت قبائل البجه في شرق السودان بالاحتجاج وإغلاق ميناء بورتسودان العام الماضي عدة أيام، اعتراضا على عدم تمثيلها في الاتفاق.

وقال عبدالله أبوشار القيادي بالمجلس الأعلى لقبائل البجه “الجمعة حدث إغلاق كامل لولايتي البحر الأحمر وكسلا وأوقفنا حركة مرور الحافلات السفرية والسيارات الخاصة ومنعناها من الدخول أو الخروج من بورتسودان”.

وأضاف أبوشار “ومنعنا أي حركة دخول وخروج من مطار بورتسودان.. وفي كسلا أغلقنا جسر البطانة أمام حركة المرور”. وأشار إلى أن هذا التصعيد يأتي في ظل عدم استجابة الحكومة لمطالبهم.

ويحتج المجلس القبلي على “مسار الشرق” ضمن اتفاقية السلام الموقعة في جوبا بين الخرطوم وحركات مسلحة متمردة، إذ يشتكي من تهميش مناطق الشرق ويطالب بإلغاء المسار وإقامة مؤتمر قومي لقضايا الشرق، ينتج عنه إقرار مشاريع تنموية فيه.

وقوبل التصعيد في الشرق بصمت الحكومة الانتقالية في الخرطوم، ما يضعها أمام خيارين: إما إلغاء المسار وإثارة حفيظة أصحابه، وإما التمسك به واستمرار إغلاق الإقليم الذي يضم موانئ البلاد على البحر الأحمر.

ورغم اعتراض قوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم) على إقحام مسارات الشرق والشمال والوسط في مفاوضات السلام بجوبا، فإن المكون العسكري، الذي قاد المفاوضات عبر عضوي مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان (دقلو) والفريق أول شمس الدين الكباشي، أصر على تضمين المسارات في التفاوض.

ويثير تعطيل مسار الشرق غضب الموقعين عليه، ويقول كبير المفاوضين عن هذا المسار عبدالوهاب جميل إن التصعيد في شرق السودان الآن تجاوز مطلب إلغاء المسار إلى حل الحكومة التي فشلت في الإيفاء بالتزاماتها.

ومنذ الحادي والعشرين من أغسطس يعيش السودان مرحلة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، يتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى إعلان الحرية والتغيير وحركات مسلحة وقعت مع الخرطوم اتفاقا للسلام في الثالث من أكتوبر الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons