قرّرت لجنة التحقيق في اختفاء الأشخاص مفقودي فضّ الاعتصام في السودان نبش جميع المقابر الجماعية التي عُثر عليها مؤخراً وقالت لجنة التحقيق في قرار حصل عليه موقع المراسل إنها اطّلعت على تقارير ومستندات وأقوال الشهود
وقرّرت أن تنبش جميع المقابر الجماعية وتشريح وإعادة تشريح الجثامين، على أن تُؤخذ عينات من الرفاة البشرية أصلية واحتياطية والسمات الإشعاعية والإنثروبولوجية والطبيعية لفحص البصمة الوراثية وترسل للإدارة العامة للأدلة الجنائية.
وأضافت اللجنة في قرارها أن تحدد أسباب الوفاة وعمر المتوفي وتاريخ الوفاة، إلى جانب أخذ صورة فوتوغرافية للجثة وتوثق الأدلة والقرائن وأدلة التعرف، كما يؤخذ مقياس للعينة وفق معايير اللجنة الدولية للمقاييس، فَضْلاً عن أخذ حجم كافٍ
للعينات وكتابة المواد البيولوجية المتبقية والسمات الطبية، وأشارت إلى تخصيص أرقام تعريفية لكل مجهول هوية ترتبط باللجنة وجميع الأدلة الخاصة بها، مع أخذ صور شكلية لسمات الأسنان وأي قرائن أو أدلة للتعرُّف على الجثة.
المقابر الجماعية
وقبل فترة وجيزة أعلنت النيابة العامة السودانية، العثور على مقابر جماعية، رجحت أنها تضم جثامين لمفقودين منذ أحداث الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بنظام عمر البشير، قبل نحو عامين.
وقالت النيابة، في بيان، إنه “بعد جهد استمر عدة أشهر، تمكنت لجنة التحقيق في اختفاء المفقودين من العثور على مقابر جماعية تشير البيانات إلى أنه من المرجح أنها تضم جثامين لمفقودين تم قتلهم ودفنهم فيها بصورة تتنافى مع الكرامة الإنسانية”.
وأضافت: “ستقوم لجنة التحقيق باستكمال إجراءات النبش وإعادة التشريح (للجثث التي تم العثور عليها)، بعد أن تم تحريز الموقع ووضع الحراسة اللازمة عليه لمنع الاقتراب منه”.
وأكدت النيابة العامة، “استمرار التحقيقات حول اختفاء وفقدان أشخاص قسريا منذ أحداث ثورة ديسمبر/ كانون الأول 2018، بكل شفافية تأسيسا لمبدأ عدم الإفلات من العقاب”.
وطالبت كافة الأجهزة المعنية وأسر المفقودين بالتعاون مع لجنة التحقيق لاستكمال تحرياتها.
وفي ديسمبر 2018، اندلعت احتجاجات شعبية في السودان على الأوضاع الاقتصادية الصعبة، انتهت بعزل قيادة الجيش للرئيس البشير في 11 أبريل/ نيسان 2019.
وتقدر لجنة أطباء السودان المركزية أعداد المفقودين منذ اندلاع الثورة بـ38 شخصا، وفق إعلام محلي.
وإضافة إلى هؤلاء المفقودين، فإن تجمع المهنيين السودانيين، أبرز مكونات “قوى إعلان الحرية والتغيير”، يقول إن المئات تعرضوا لإخفاء قسري منذ فض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالعاصمة الخرطوم.
وفي يونيو/ حزيران 2019، فض مسلحون يرتدون زيا عسكريا، اعتصاما مطالبا بتسليم السلطة للمدنيين أمام مقر القيادة العامة للجيش بالخرطوم وأسفرت عملية الفض عن مقتل 66 شخصا، بحسب وزارة الصحة، فيما قدرت “قوى إعلان الحرية والتغيير”، قائدة الحراك الشعبي آنذاك، العدد بـ 128.