حذّرت المفوضية القومية لحوق الإنسان في السودان، من وضع مأساوي ينذر بكارثة بيئية محققة بسبب مشرحة مستشفى التميز الأكاديمي بالعاصمة الخرطوم.
وأشارت إلى أن المشرحة تحتوي على «3» ثلاجات محملة بجثامين تزيد عن طاقتها الاستيعابية.
وكان مواطنو حي امتداد الدرجة الثالثة بالخرطوم، خرجوا في مواكب احتجاجية على أوضاع مشرحة مستشفى التميز الأكاديمي التي بدأت روائح الجثامين فيها بالانتشار في المنطقة.
تكوين لجنة
وقالت المفوضية في بيان صحفي، الأحد، إنها تبعاً لما راج في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي، بدأت في تجميع معطيات أولية حول مزاعم تحلل جثث بعض ضحايا أحداث القيادة العامة.
وأضافت بأنها كونت لجنة لتقصي الحقائق باشرت مهامها صباح يوم الأحد.
يذكر أن قوات عسكرية وأخرى بالزي المدني، فضت اعتصاماً بالقيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم، بالقوة المميتة في يونيو 2019م، عقب الاطاحة بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير.
وأثبتت فحوصات الحمض النووي على جثث لمجهولي الهوية بمشارح العاصمة، في وقتٍ سابق، عودتها إلى مفقودين إبان فض الاعتصام.
وقال بيان مفوضية حقوق الإنسان، الأحد، إن أعضاء لجنة تقصي الحقائق التقوا بمدير مستشفى الأكاديمي وبالأهالي المحتجين على وضعية المشرحة، وعلى الروائح المنبعثة منها وما قد يترتب عليها من أضرار صحية خطيرة.
وأشار إلى مخاوف بعض الأهالي من أن يكون الحادث مرتباً لطمس معالم الضحايا الذين يحتمل أن يكونوا من ضحايا فض اعتصام القيادة العامة في يونيو 2019م.
وأضاف أنه بناء على إفادة مدير المشرحة وإفادات أهالي المنطقة ولجنة مقاومة امتداد الدرجة الثالثة، وبعض المعطيات التي تم تجميعها من مصادر متعددة، خرجت المفوضية بعدة نتائج وتوصيات.
وضع مأساوي
وأكدت ان وضع المشرحة، التي تحتوي على 3 ثلاجات محملة بجثامين تزيد عن طاقتها الاستيعابية، مأساوي وينذر بكارثة بيئية محققة، فضلاً عمّا يمثله من انتهاك لحق السكان في الصحة وانتهاك لحرمة الموتى.
وذكرت أن ذلك يتطلب تحركات عاجلة وفعالة من جهات الاختصاص وعلى رأسها النيابة العامة ولجنة مفقودي اعتصام القيادة العامة.
وشدّدت على مسؤولية النائب العام في اتخاذ التدابير المتعلقة بهذه الجثامين.
وأكدت المفوضية على حق الأهالي في التعبير وفي التظاهر السلمي احتجاجاً على الخطر البيئي الوشيك.
وأعلنت أنها خاطبت جميع الجهات المختصة، وستتابع جميع الإجراءات والتدابير التي تتخذها السلطات المختصة لمعالجة وضعية المشارح في العاصمة والولايات.
وقالت إنها ستتابع مجريات التحقيق مع الجهات ذات الصلة للتأكد من حقيقة المزاعم التي تربط بين الجثامين الموجودة في هذه المشرحة وبين حادثة فض اعتصام القيادة العامة للقوات المسلحة.
وأضافت: ولا يمكن التأكد من ذلك إلا بعد تشريح الجثث وإجراء التحقيقات اللازمة.
وتابعت بأن لجنة التقصي ستظل في حالة انعقاد مستمر لجمع المزيد من المعلومات، وستملك الرأي العام جميع التفاصيل حال اكتمال الإفادات من الجهات التي تمت مخاطبتها.
وكان مدير مشرحة الأكاديمي هاشم محمد صالح فقيري، أعرب عن أسفه لمواطني الحي بسبب الضرر الناتج من روائح الجثث، وعزا الأمر إلى قطوعات الكهرباء.
وأكد فقيري في خطاب معنون للجان مقاومة إمتداد الدرجة الثانية، تركيب مولد كهربائي بالمستشفى، ونوه إلى استمرار أعمال الصيانة لضمان سلامة الثلاجات وعملها.
ونوه إلى أن النيابة سمحت بتشريح ودفن الجثامين المتكدسة بالمشارح، دون أن يوضح أسباب التأخر في إكمال عمليات التشريح.