قال وزير التربية والتعليم في السودان محمد الأمين التوم إن هناك صعوبات بالغة تواجه بداية العام الدراسي في التاريخ المحدد مسبقاً في الثاني والعشرين من نوفمبر الجاري. معتبراً هذا العام عام تحدي للعملية التعليمية في ظل الظروف والأزمات التي تعيشها البلاد.
ويبقى التساؤل قائماً بعد هذا التصريح الواضح، هل حقاً سوف تلتزم الوزارة بمواعيدها المعلنة مسبقا؟ وكلنا يعلم أن المدارس تعاني كالوطن والمواطن تماما فضلاً عن دمار وانهيار الكثير منها بفعل السيول والأمطار واشغال بعضها كدور إيواء للمتضررين
وهي حتما تحتاج الي إعادة ترميم، هذا في ظل عدم وجود إحصاء دقيق لأوضاع نفس هذه المدارس السليم منها والمنهار إنهياراً تاماً أو جزئياً وعدد تلك التي تحتاج منها إلى ترميم فقط.
أما الإجلاس بالتأكيد يحتاج إلى إعادة نظر سواء في المدارس التي إنهارت أو تلك التي أصبحت دوراً لإيواء المتضررين من السيول والأمطار فضلاً عن موال الكتاب المدرسي، الذي لم تتم طباعته حتي الان وفق منهج القراي الجديد المجاز مؤخراً
عجز الدولة
بل لأول مرة في تاريخ البلاد، تتم الدعوة للتبرع من أجل طباعة الكتاب المدرسي فيما يشبه الاعلان الرسمي بعجز الدولة وعدم قدرة المالية علي توفير مبالغ تكاليف طباعة الكتاب المدرسي.
هذا إضافة للأعباء المثقلة التي أصبح ينوء بها أولياء الأمور من تجهيز أبنائهم بكل شيئ، بداية بالكتاب المدرسي ونهاية بالإجلاس في كثير من المدارس في السودان بحيث لم توفر الحكومة سوى المعلم فقط، وأحياناً حتى في عدد المعلمين العاملين هناك نقص ببعض المدارس.
حقا لابد من التساؤل الجاد حول كيف يبدأ العام الدراسي في ظل هكذا أوضاع وظروف معيشية بالغة الصعوبة مع شح في المواصلات والخبز وعدم وجود الكتاب المدرسي.
وبعد عام كامل أو يزيد يخرج وزير تربية حكومة حمدوك ليعلن على الملأ صعوبات تواجه بداية العام الدراسي الجديد. ما الذي كانت تصنعه الحكومة ووزارتها طوال كل هذا الوقت؟
وإذا تفهمنا أن هنالك ظروف موضوعية أدت إلى تأخير الدراسة إلا أننا بعد تجاربنا مع أداء حكومة الفترة الانتقالية في السودان نستيقن تماماً أن معالجاتها الخاطئة هي ماقادت إلى هذا الوضع الحرج لقطاع التعليم.