قام فريق عمل متخصص بوزارة الاتصالات في السودان والتحول الرقمي بالتعاون مع فريق من الخبراء الوطنيين المتطوعين بدراسة وتقييم الفرص الواعدة للاستثمار في قطاعي الاتصالات
وتقنية المعلومات تقارب قيمتها (2) مليار دولار امريكي تمهيدا للمشاركة في مؤتمر باريس بالشكل الذي يدعم تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة في البلاد.
وأشارت الدراسة التي حصل المراسل على نسخة منها، الى التطور الكبير الذي حدث في مناخ الاستثمار بعد ازالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب وتوحيد سعر العملة الوطنية مقابل العملات الاجنبية والاجراءات التي تجري حاليا لادماج السودان مع القطاع المصرفي
والمالي العالمي واجازة قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، هذا بالاضافة الى الاستراتيجية الوطنية وتوجه الدولة الرسمي في مجال التحول والشمول الرقمي لكل المواطنين واعتبار حق التغطية بشبكات الاتصال والانترنت من الحقوق الاساسية للمواطن السوداني.
وذكرت الدراسة أن نسبة التغطية الجغرافية الحالية لخدمات الاتصالات تبلغ حوالي ٤٨٪ من المساحة الاجمالية للسودان مما يؤكد حاجة البلاد الى توسعة التغطية في الفترة القادمة.
وأوضحت الدراسة ارتباط توسعة وتطوير شبكة الاتصالات والانترنت مع خطة الدولة لتحقيق التحول الرقمي حيث انها شرط لازم مربوط بتوفر خاصية الاتصال بشبكة الانترنت connectivity. وتركز الدولة في هذه المرحله الانتقالية
علي تطوير قطاع الإتصالات والتحول الرقمي لمؤسسات الدولة وتأتي اعادة تأهيل وتوسعه البنيات التحتية للقطاع من اهم الاولويات ،حيث ان المؤشرات تؤكد ضعف التغطية في العديد من مدن السودان، كما تعاني الأقاليم من ضعف البنية التحتية من حيث انتشار شبكات الكوابل الارضية ( Fibre Optics) وكذلك تغطية شبكات الموبايل.
مؤتمر باريس
وتضمنت الدراسة مشروع رئيسي Flagship Project للعرض في مؤتمر باريس خلال الايام المقبلة وهو مشروع توسعة وتطوير تغطية شبكة الاتصالات في السودان حيث ان المجال متاح امام المستثمرين الحاليين والجدد للدخول في هذا المشروع الكبير.
وذكر المهندس هاشم حسب الرسول وزير الاتصالات والتحول الرقمي في تصريح تابعه المراسل أن الوزارة أعدت حزمة من التسهيلات والامتيازات التي تجعل الاستثمار في هذا القطاع جاذبا للمستثمرين المحليين والعالميين
حيث تتوجه الدولة لفتح فرص استثمارية في البنيات التحتية للإتصالات مع حزم تحفيزية للاستثمار في القطاع وبنماذج متعددة للاستثمار والعمل، علي سبيل المثال لا الحصر، رخص لشركات ابراج اتصالات TowerCo, ومشغليين افتراضيين MVNO (Mobile Virtual Network Operators)،
وشراكات في الاعمال بنماذج استثمار متعددة وشروط تحفيزية للاستثمار .ويعتبر مشروع توسعة وتطوير شبكات الاتصالات في السودان من اهم مشاريع (تحت مسمى اعمار) البنية التحتية المعروضة في مؤتمر باريس. اذ يهدف المشروع الى تغطية مناطق السلام في ولايات دارفور والمنطقتين وتوسعة التغطية في مناطق ما بعد السلام
حتي تتوفر خدمات انترنت من السعات العريضة Broadband services 3/4G تمكن من دعم النمو الاقتصادي وبناء بيئة عمل مناسبة في كافة المنطقة، والتي يقطنها اكثر من ستة مليون نسمة ويعتبر توفر خدمات الإتصالات من البنيات التحتية الاساسية التي تؤسس لوجود الخدمات الاخري وتدعم التنمية المستدامة في مناطق ما بعد الحرب.
من جهة أخرى تضمنت الدراسة عدد من المشاريع والفرص الاستثمارية الواعدة في قطاعي الاتصالات وتقنية المعلومات التي سيتم طرحها للمستثمرين في مؤتمر باريس، منها مشاريع الاستثمار في تطوير وتحسين شبكة الجيل الرابع وتطوير البنية التحتية في قطاع الاتصالات
بالاضافة الى العديد من مشاريع الاستثمار في مجالات تقنية المعلومات والتي تشمل رقمنة الخدمات الحكومية والتقنيات المالية ونظم الدفع الالكتروني ونظم التعليم عن بعد E-Learning Solutions
ونظم المعلومات الصحية Health informatics ومشاريع تطوير الهوية الرقمية والامن الالكتروني بالاضافة الى مشاريع تطوير القدرات الرقمية في شتى مناطق ومدن السودان.