السودان : توقف المصفاة للصيانة يفاقم ازمة الوقود وسيوحد السعر التجاري

تساؤلات عدة طرحها المختصون حول مدى جاهزية وزارة الطاقة والتعدين في السودان  لتوفير الكميات اللازمة من الوقود تزامنا مع دخول مصفاة الخرطوم للصيانة جزئيا

فهل ستتمكن وزارة الطاقة من تأمين الكميات الكافية من الوقود وما المخاطر جراء تأخر عمليات الصيانة للمصفاة؟.

وزير الطاقة والتعدين خيري عبدالرحمن أعلن السبت الماضي عن دخول مصفاة الخرطوم للصيانة الدورية في مطلع ديسمبر المقبل،

وقال ان موقف الوقود المحلي سيتاثر، ولكن امر الصيانة (لا مفر منه) وزاد تم تأجيل الصيانة من العام الماضي لنحو ٣ مرات لاسباب مختلفة، وتابع (كنا مجبورين على التأجيل)،

مشددا على أن الصيانة (ملزمة فنيا) لسلامة المنشآت والعاملين معا، إلى جانب تاثيرها سلبا على أداء المصفاة وموقف الإنتاج المحلي

مضيفا ان الأولوية ستعطي خلال الفترة المقبلة، لقطاعات الزراعة والكهرباء والمواصلات والاجهزة الأمنية، مشيرا الى ان الاعتماد سيكون زائدا على القطاع الخاص وجهود محفظة السلع الإستراتيجية،

بالتنسيق مع وزارتي المالية والطاقة والتعدين لتوفير المبالغ المطلوبة لمواصلة الاستيراد من الخارج.

مخاطر

مصادر موثوقة فى قطاع الطاقة  أكدت لوسائل الاعلام تأجيل الصيانة للمصفاة دون تحديد وقت معين للشروع فى بدء اعمالها ما يهدد بمخاطر جراء تأخر عمليات الصيانة لأكثر من مرة.

وكيل قطاع النفط بوزارة الطاقة والتعدين حامد سليمان قال إنّ مصفاة الخرطوم ستبدأ عملية الصيانة

بعد وصول المقاول الرئيسي حال اكتمال الترتيبات الخاصة به والذي يتوقع ووصوله مطلع الشهر المقبل.

وحول الترتيبات التي وضعتها الوزارة لتلافي العجز في الوقود جراء التوقف للصيانة أوضح سليمان ان الوزارة شرعت فى استيراد كميات من الوقود خلال الأيام الماضية مشيرا إلى أن الصيانة ستكون فى المصفاة القديمة

 وأن الجديدة مستمرة فى العمل لافتاً إلى أن الاحتياطيات لتغطية الحاجة من المواد البترولية من أهمها إستمرار الامداد عبر الاستيراد بالسعر الحر للوقود

مؤكدا بدء الإجراءات الخاصة باستيراد 3 بواخر من الغاز تم تفريغ إحداهما إلى جانب استيراد باخرة بنزين

وعدد من بواخر الجازولين ستصل خلال الأيام المقبلة مايسهم فى سد العجز جراء توقف المصفاة جزئيا للصيانة.

ضرورة الصيانة

الخبير فى مجال الطاقة إسحاق بشير جماع أوضح فى وقت سابق أن المصفاة تحتاج الصيانة كل ٣٣٠ يوما

وتتوقف لمدة تتراوح مابين شهر إلى شهرين بحسب الآليات العاملة فى المصفاة خاصة أنها تعمل وفقا لحرارة مرتفعة جدا

وضغط مرتفع مايتطلب المراجعة وفى حال عدم إجرائها سيحدث انفجار ولا بد من سلامة التشغيل لتفادي حدوث ذلك مؤكدا على أهمية سد العجز فى المواد البترولية

التى توفرها المصفاة قبل الدخول فى عمليات الصيانة على الأقل لشهرين وقال لا بد من إنفاذ الصيانة حتى في حال عدم وجود قطرة بنزين واحدة.

وزير الطاقة والتعدين السابق عادل علي إبراهيم شدد في حديثه  على ان صيانه المصفاة فى ديسمبر المقبل ضرورية لتلافي حدوث أي مخاطر جراء

تأخر عمليات الصيانة مؤكدا على أهمية تأمين الكميات الكافية من الوقود عبر الاستيراد لسد العجز.

الوزير

ونقلت تقارير إعلامية الأحد عن وزير الطاقة قوله إنّ الحلّ سيكون في توفير المزيد من الوقود عن طريق الاستيراد الحرّ مشيرا إلى ضرورة مراجعة

حسابات الاستهلاك التي تعود لإحصائيات تمّت في عام 2013 وتعديل 2017 لجهة أنّه حدثت زيادات كثيرة الآن

واضاف الوزير ” نريد إحصائيات أكثر علمية وأقرب ما يمكن للدقة، ونعمل أنّ نجمع أكبر قدر من البيانات والمعلومات لنستند إليها لتحديد حجم الاستهلاك لكلّ شريحة”.

وصرح الوزير ايضا ان السودان يعاني من شح موارد النقد الأجنبي لعمليات الاستيراد للوقود ولاتغطي المصفاة الرئيسية فى الخرطوم حاجة البلاد الكاملة من المواد البترولية

وتوفر ماجملته 60% من إنتاج البنزين المحلي و”48٪ من إنتاج الجازولين المحلي و”50%” من إنتاج الغاز للاستهلاك المحلي كما تلجأ الحكومة لاستيراد بواخر الوقود لتغطية متبقي الاستهلاك المحلي.