جدد رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك ، ترحيبه بمبادرة دولة جنوب أفريقيا لنزع فتيل التوتر بين بلاده ودولة إثيوبيا المجاورة. وجاء الترحيب خلال استقبال حمدوك، اليوم الأحد، بمكتبه في الخرطوم،
توت جلوك، مستشار رئيس دولة رئيس جنوب السودان، والذي يزور الخرطوم هذه الأيام.
وأبلغ رئيس الوزراء المسؤول الجنوب سوداني موقف السودان الثابت بعدم نيته خوض أي حرب مع أي دولة، وأكد أن الأراضي التي أعادت القوات المسلحة السودانية الانتشار والانفتاح فيها، وتأمينها، ليست محلّ نزاع ولا يجب أن تكون.
وقبل 3 أيام، أجرى رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، اتصالا هاتفيا برئيس المجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، عرض فيه التوسط لاحتواء الأزمة بين السودان وإثيوبيا.
وذكر توت جلوك، عقب لقائه حمدوك أن جنوب السودان سيلعب دوراً مهماً جداً لخفض التوتر بين الخرطوم وأديس أبابا، كون الحرب ليست خيارا وإنما الحوار هو الطريق الأمثل لكل الشعوب، مشيراً إلى أن مبادرة الرئيس سلفاكير تهدف إلى إتاحة الفرصة للحوار والحل الدبلوماسي بين البلدين.
واستطرد بقوله: “الحدود بين السودان وإثيوبيا قديمة، ومطلوب أن تتم فيها هيكلة جديدة للعلامات الموجودة بين الدولتين، وللمواطن الحق في الزراعة والتجارة، على أن يعرف أنه موجود في أراض سودانية أو إثيوبية”، حسب قوله.
السودان يطالب إثيوبيا بسحب قواتها من 3 مناطق حدودية
من جانبه، قال وزير الدفاع السوداني، الفريق يس إبراهيم، إن القوات المسلحة السودانية، ستظل باقية في أراضي منطقة الفشقة على الحدود مع إثيوبيا.
وناشد الوزير، في تصريحات صحافية، أعقبت اجتماعا طارئا لمجلس الأمن والدفاع السوداني، ترأسه الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، دولة إثيوبيا بسحب قواتها مما تبقى من مواقع كانت تحتلها في كل من مرغد وخورحمد وقطرآند، وذلك بأسرع ما يمكن، التزاما بالمعاهدات الدولية، واستدامةً لعلاقات حسن الجوار.
وأوضح ابراهيم، أن مجلس الأمن والدفاع أحيط علماً بالتطورات على الحدود الشرقية مع إثيوبيا، وأنه ورغم التعبئة والحشد العسكري الذي تقوم به إثيوبيا في المناطق المواجهة للقوات في الفشقة، ستظل القوات السودانية باقية في أراضيها حفاظاً على السيادة التي نصت عليها المواثيق والاتفاقيات التي تؤكد أحقية السودان لأراضي الفشقة،مضيفاً أن المجلس وهو يتخذ تلكم الإجراءات يؤكد حرصه واهتمامه بقضايا الأمن وسلامة المواطن وإنفاذ العدالة وإحقاق السيادة.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، استعاد الجيش السوداني أكثر من 70 بالمائة من مساحة منطقة الفشقة الحدودية التي وقعت تحت سيطرة عصابات الشفتة الإثيوبية المدعومة، طبقا للرواية السودانية، من الجيش الإثيوبي، لأكثر من 25 عاما، وأكدت الخرطوم، في أكثر من مناسبة، أن تحركات جيشها تتم داخل الحدود الدولية للسودان، فيما تقول أديس أبابا إن السودان دخل إلى أراضيها وقتل مواطنيها وشرد مزارعين، متهمة طرفا ثالثا بتحريك خيوط التوترات الحدودية مع السودان.