السودان في أيادي الغرب

بعدما تفاقمت الأزمة الوطنية وتزايدت الضغوط الغربية على عبد الفتاح البرهان، أحال أمر حل الأزمة الوطنية على رئيس البعثة الأممية ، مع بداية التغيير الذي طال نظام المشير عمر البشير في نيسان/أبريل 2019، وبعدما أكمل وزير الدفاع الفريق الأول عوض بن عوف ومعاونوه عملية إطاحة ذلك النظام، أطلق تحالف الحرية والتغيير حملة إعلامية وسياسية بالغة التأثير، طالب فيها بإزاحة الفريق بن عوف من موقعه كرئيس للمجلس العسكري الانتقالي الذي اضطلع بمهمة تغيير النظام وانحاز إلى المطالب الشعبية، وألحّ في المطالبة بتعيين الفريق الأول عبد الفتاح البرهان رئيساً للمجلس العسكري. وقد استجاب بن عوف لهذا المطلب، وأعلن تنحيه عن رئاسة المجلس، وعين البرهان رئيساً بديلاً ، وبعدما تفاقمت الأزمة الوطنية بفعل أداء الشركاء العسكريين والمدنيين، وبعد تزايد الضغوط الغربية على رئيس مجلس السيادة قائد الجيش، ألقى الأخير خطاباً أحال فيه أمر حل الأزمة الوطنية إلى رئيس البعثة الأممية الألماني فولكر بيرتس، الذي عمل في العراق بعد احتلاله، وبانت أدواره الخبيثة فيه، وعمل في سوريا بُعيد إشعال الحرب في أراضيها، وتأكدت فيها أدواره الخطرة. ومع ذلك تم تكليفه ومنحه صلاحيات كبيره ، كلفته إعادة السلطة إلى قبضة الأمريكان وتشكيلها وفق هوائهم ، وجعلها حقاً حصرياً لهم بلا التفات إلى رأي الشعب أو الأحزاب السياسية الأخرى ، وبعد تصريح نائب رئيس مجلس السيادة، بأنهم على علم بمن يقومون بحكمهم، وأنهم يسيرون وفق توجيهاتهم ، أشار لهم بالضوء الاخضر ، واصبحت الكره في ملعب الامريكان واعوانهم الغربيين، وبدأت البعثات تباشر أعمالها حقا في استئناف تنفيذ المشروع الغربي في السودان .