أخبار ساخنةأهم الأخبارالأزمة السودانية

السودان يخشى تأثيرات أحداث تشاد في انتقال الصراع لدارفور وتدفق لاجئين

يترقب السودان التطورات المتسارعة التي تشهدها الجارة تشاد، غداة الإعلان عن مقتل رئيسها إدريس ديبي الذي حكم البلاد لمدة 30 عاما، وسط قلق من حدوث حالة فوضى على حدودهم الغربية.


وعقب مقتل والده، تولى محمد نجل الرئيس ديبي السلطة في البلاد على رأس مجلس عسكري، مع استمرار المعارك بين القوات الحكومية والمعارضة المتمردة بقيادة جبهة «التناوب والتوافق» التي قالت الأربعاء، إنها مستمرة في الزحف نحو العاصمة نجامينا.


والثلاثاء، أعلن جيش تشاد تكوين مجلس عسكري انتقالي لإدارة البلاد برئاسة محمد ديبي، عقب مقتل والده متأثرا بجروح أصيب بها أثناء وجوده في ساحة المعارك بمواجهة متمردين شمالي البلاد.

ويبدو السودان أكثر تأثرا بمجريات الأحداث باعتبار أن تشاد الجارة الغربية له، وتتاخم إقليم دارفور الذي يعاني من هشاشة أمنية وعدم استقرار منذ عقود.


ويشهد إقليم دارفور نزاعا مسلحا بين الجيش السوداني والحركات المسلحة، خلف 300 ألف قتيل وشرد نحو 2.5 مليون شخص، الآلاف منهم لجأوا إلى تشاد، حسب إحصائيات أممية.

حذر

وحذر حاكم ولاية غرب دارفور محمد عبد الله الدومة، الأربعاء، من دخول لاجئين تشاديين إلى ولايته الواقعة غربي السودان.
وأضاف أن حكومة ولايته «تتحسب لكل شيء، والأجهزة المختصة ستتخذ إجراءات (لم يحددها) في غضون الساعات المقبلة لتأمين الحدود بين البلدين».


كما نبه مبارك الفاضل، رئيس حزب «الأمة» إلى تأثر السودان من حالة عدم استقرار الأوضاع بعد مقتل ديبي في تشاد واستمرار الصراع الدائر بين العرب والقبائل الأفريقية.


ونقلت عنه وكالة «سونا « قوله: «عدم الاستقرار في تشاد ينعكس تلقائياً على السودان ويسبب عدم الاستقرار في دارفور، الرئيس إدريس ديبي خلق استقرارا في تشاد، وكان حريصاً على السلام في دارفور، وحريصاً على المصالحة بين العرب والقبائل الأفريقية في دارفور لأن المصالحة بينهم تنعكس على المصالحة بين العرب والقبائل الأفريقية في تشاد خاصة بين العرب والزغاوة».


وأضاف أن «غياب ديبي سيترك فراغا كبيرا الآن وسيؤثر على دارفور، بلا شك إذا لم تستقر الأوضاع في تشاد واستمر الصراع، خاصة وأن المعارضة الحالية مكونة من مجموعات عديدة، وبالتالي إذا تولت الأمور سيكون هنالك صراع».


وقال «هذا الصراع لا شك أنه سينجرف إلى دارفور، وأي صراع إثني في تشاد سينعكس وسيجر الأطراف في دارفور لهذا الصراع وبالتالي الاستقرار في تشاد من الاستقرار في دارفور وفي السودان عموماً، خاصة أن المنطقة كلها النيجر وافريقيا والوسطى وليبيا وكل الحدود الغربية للسودان تشهد اضطرابات حالياً».


ودعت الحكومة السودانية كافة الأطراف التشادية لـ«لتهدئة ووقف الاقتتال بما يضمن أمن واستقرار البلاد»

وذكرت الخارجية السودانية، في بيان رسمي أن «السودان يتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث الجارية في تشاد والصراع المحتدم بين القوات الحكومية وقوات المعارضة على السلطة».


وأوضح البيان أن «حكَومة السودان وحرصا منها على استتباب الأمن والاستقرار في الجارة تشاد وفي الإقليم، تدعو كافة الأطراف التشادية للتهدئة ووقف الاقتتال بما يضمن أمن واستقرار تشاد وسلامة مواطنيه».


وتواترت منذ أمس الأول، تعازي قادة السلطة الانتقالية في السودان بوفاة الرئيس التشادي، حيث كتب رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان على حسابه في «تويتر» «خالص التعازي للشعب التشادي الشقيق في وفاة الرئيس إدريس ديبي الزعيم الأفريقي الذي قدم الكثير لبلدينا وشعبينا تغمده الله بواسع رحمته والهم أهله الصبر والحكمة».


كذلك، قال، نائب رئيس مجلس السيادة، محمد حمدان دقلو « حميدتي» في تغريدة على «تويتر» إن «الراحل عمل على تعزيز العلاقات بين السودان وتشاد، كما أسهم في خدمة قضايا القارة الأفريقية والتعاون بين شعوب المنطقة».

رئيس الجبهة الثورية

كذلك تقدم رئيس «الجبهة الثورية» عضو مجلس السيادة الهادي إدريس، بالتعازي إلى الشعب التشادي في وفاة ديبي قائلا إن «المنية وافته مدافعا عن وحدة وسلامة بلاده».


وقال في بيان، رسمي «الرئيس الراحل لعب أدوارًا مهمة في الوصول إلى السلام في السودان».


وأشار إلى أن ديبي عمل على «وحدة قوى الكفاح المسلح السودانية وأولى اهتماما خاصا لتحقيق السلام، وكانت حكومته ضمن آلية الوساطة».


وبين أن تشاد تستضيف الآلاف من اللاجئين السودانيين في معسكرات اللجوء، شرقي البلاد.


ووصف الراحل بأنه «ضرب مثلا يحتذى به في صبره وثباته وتمسكه بمبادئه، فلفظ أنفاسه الأخيرة في ساحة المعركة مدافعا عن وحدة وسلامة تشاد».


وأيضاً، نعى رئيس حركة «تحرير السودان» عبد الواحد نور، الرئيس ديبي، وقال في بيان، إن رحيله «ليس خسارة لتشاد وحدها بل خسارة لأفريقيا والعالم».


وأشار إلى أن ديبي «لعب أدواراً رئيسية في محاربة الإرهاب والتطرف في الإقليم، وبذل جهوداً مقدرة من أجل تحقيق السلام في السودان، كما رعت نجامينا أولى مفاوضات السلام بين حركة جيش تحرير السودان ونظام البشير».


ولفت إلى أن ديبي «ظل طوال سنوات حكمه يبذل جهوداً مخلصة وصادقة من أجل تحقيق السلام في السودان حتى رحيله الفاجع».
وترحم رئيس حركة العدل والمساواة السودانية، اللواء بخيت دبجو على الرئيس التشادي، وأرسل تعازيه إلى «العائلة والشعب هناك في فقدان من قال إنه كان «صديقا حميما للسلام في السودان».


ونبه دبجو في تصريح تلقته «سودان تربيون» إلى «الأدوار الكبيرة التي قام بها الراحل في تعزيز السلام والاستقرار في السودان، فضلاً عن جهوده في تحقيق السلام في دارفور، إلى جانب إسهامه في خدمة قضايا القارة الأفريقية وتوثيق أطر التعاون بين شعوب المنطقة».


ووصف التحالف السوداني، بقيادة خميس أبكر، ديبي بأنه «أحد رموز القارة الأفريقية التي ستفقد برحيله علماً ما سيترك أثرا كبيرا في المنطقة».


ودعا المتحدث باسم التحالف، حذيفة محيي الدين في بيان، التشاديين لـ«ضرورة التماسك والتوافق وفتح الباب للحوار الداخلي لتجاوز الأزمات والاقتتال وتحقيق الاستقرار السياسي».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons