استدعت الخارجية السودانية سفيرها لدى إثيوبيا، السفير جمال الشيخ؛ لإجراء مشاورات حول تطورات أزمة الحدود، وفق مصادر دبلوماسية.
وقالت المصادر لـ”العين الإخبارية”، مفضلة عدم الكشف عن هويتها كونها غير مخولة بالتصريح للإعلام، إن الوزارة استدعت السفير للتشاور حول تداعيات أزمة الحدود مع إثيوبيا .
بداية التوتر
ونشبت التوترات بين الجانبين عقب إعلان الجيش السوداني انتشاره على حدوده الشرقية واستعادة أراض زراعية شاسعة كان يسيطر عليها مزارعون وعناصر إثيوبية طوال ربع قرن من الزمان.
وقابلت إثيوبيا هذه التحركات برفض قاطع، متهمة الجيش السوداني باختراق حدودها والاعتداء على المزارعين وأملاكهم، قبل أن تطالبه بالانسحاب.
وفشل الجانبان في التوصل إلى صيغة توافقية للدخول في مفاوضات بعد اجتماعين للجنة الحدود المشتركة بين البلدين، لتأتي مبادرة رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت أملا في كسر هذا الجمود.
وانخرطت كل من الخرطوم وأديس أبابا في حراك دبلوماسي مكثف مع دول الإقليم، للتعريف بمواقفهما من الخلاف الحدودي الذي تخللته اشتباكات دامية.
أعيدوا قواتكم لأماكنها و”سنفاوض”
في سياق آخر متصل أكدت الخارجية الإثيوبية، قبل عدة أسابيع استعدادها للتوصل لاتفاق مع الجارة السودانية يضمن استقرار المناطق الحدودية.
جاء ذلك ردًا على إعلان مجلس السيادة السوداني، أن انتشار القوات المسلحة داخل الحدود الرسمية للبلاد أمر طبيعي، مُشددًا على استراتيجية العلاقات السودانية الإثيوبية والتي ترتكز على أمن المنطقة والأمن الإقليمي.
و أضاف بيان الخارجية الذي أوردته قناة “العربية”، أن إثيوبيا حريصة على السلام مع السودان.
كما أصرّت أديس أبابا على النهج الدبلوماسي مع الخرطوم، معلنة رغبتها بمعالجة ملف الحدود بالطرق السلمية.
وقال البيان إن إثيوبيا لم تعلن رفض التفاوض أبدًا، داعية السودان إلى إعادة قواته إلى مواقعها السابقة.
جاء هذا التطور في وقت أكد فيه مجلس السيادة السوداني، على استراتيجية العلاقات السودانية الإثيوبية والتي ترتكز على أمن المنطقة والأمن الإقليمي.
ولفت عضو المجلس محمد حسن التعايشي، إلى أن الخيار السلمي هو الأمثل للسودان للحفاظ على علاقاته مع إثيوبيا واستقرار المنطقة.
كان وزير الدفاع السوداني اعتبر أنه لا بد من الربط بين ما يدور في مفاوضات حول سد النهضة، وما يدور من نزاعات في منطقة الفشقة، مشيراً إلى أن العامل المشترك في القضيتين هو “المماطلة الإثيوبية”.
وفي وقت سابق، أكّدت وسائل إعلام سودانية أن قوات من الجيش السوداني تعرضت خلال الساعات الماضية، لقصف إثيوبي على الشريط الحدودي بولاية القضارف، شرقي السودان.
وأفاد موقع “سودان تربيون” الخاص، مساء الأحد، بتعرض دورية للجيش السوداني قادمة من جبل أبو الطيور لقصف بقذائف “الهاون” من قبل القوات الإثيوبية بولاية القضارف الحدودية (شرق)، مضيفاً أن “قوات الجيش السوداني تصدت للقصف دون وقوع أي خسائر بين صفوفها”، حسب المصدر ذاته. ولم تذكر وسائل الإعلام أسباب الهجوم، كما لم يصدر الجيش السوداني بيانًا بشأنها.