ناشدت الخارجية السودانية، بضرورة سحب القوات الإثيوبية المشاركة في بعثة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة في منطقة أبيي «يونيسفا»، المتنازع عليها بين الخرطوم وجوبا.
وتأتي مطالبات السودان هذه في الوقت الذي تسود فية أجواء من التوتر بين الخرطوم وأديس أبابا بسبب السد النهضة الإثيوبي والخلاف الحدودي كذلك في منطقة الفشقة.
وشددت مريم الصادق المهدي، وزيرة الخارجية السودانية خلال لقاء جمعها بنائب وزير خارجية جنوب السودان دينق داو في الخرطوم، امس الأربعاء.
شددت على أهمية استمرار البعثة لحفظ الأمن بالمنطقة وضرورة سحب القوات الإثيوبية منها واستبدالها بقوات أخرى، وفقا لوكالة الأنباء السودانية «سونا».
وتأسست قوات «يونيسفا» عام 2011، بهدف رصد التوتر بين دولتي السودان وجنوب السودان في منطقة أبيي الغنية بالنفط.
وتشهد العلاقات السودانية الإثيوبية حالة من التوتر والتصعيد بسبب خلافات عميقة حول سد النهضة الإثيوبي والخلاف الحدودي على الأرض الجارتين.
ويدور النزاع بينهما حاليا حول منطقة تعرف باسم الفشقة حيث يلتقي شمال غرب منطقة أمهرة الإثيوبية بولاية القضارف في السودان.
وعلى الرغم من أن الحدود التقريبية بين البلدين معروفة جيدا، يحب المسافرون أن يقولوا إن إثيوبيا تبدأ عندما تفسح السهول السودانية الطريق للجبال الإثيوبية.
يذكر أنه نادرا ما يتم ترسيم الحدود الدقيقة على الأرض.
وبعد حرب عام 1998، قام السودان وإثيوبيا بإحياء محادثات كانت قد دخلت في سبات منذ أمد طويل ليحددا بدقة حدودهما التي يبلغ طولها 744 كيلومترا.
وفي هذا الإطار، كانت الفشقة هي أصعب منطقة لتسوية الخلاف حولها، فوفقا لمعاهدات الحقبة الاستعمارية لعامي 1902 و 1907 تمتد الحدود الدولية إلى الشرق منها.
وهذا يعني أن الأرض ملك للسودان، لكن الإثيوبيين استقروا في المنطقة حيث مارسوا الزراعة وهم يدفعون ضرائبهم للسلطات الإثيوبية.
صلت المفاوضات بين الحكومتين إلى حل وسط في عام 2008 حيث اعترفت إثيوبيا بالحدود القانونية، لكن السودان سمح للإثيوبيين بالاستمرار في العيش هناك دون عائق.
لقد كانت حالة كلاسيكية لـ “الحدود الناعمة” التي تمت إدارتها بطريقة لا تسمح لموقع “الحدود الصلبة” بتعطيل سبل عيش الناس في المنطقة الحدودية حيث ساد تعايش لعقود حتى طالبت إثيوبيا بخط سيادي نهائي.
ولكل جانب قصته الخاصة حول ما أشعل الاشتباك في الفشقة، لكن ما حدث بعد ذلك ليس محل خلاف، فقد طرد الجيش السوداني الإثيوبيين وأجبر القرويين على إخلاء أماكنهم.