شكاوى مريرة من مواطني ولاية الجزيرة بتفشي وزيادة نسبة الإصابة بالملاريا رغم ما تنفقه وزارة الصحة في السودان من مليارات الجنيهات ممولة عبر الدعم العالمي كل عام لمكافحتها ودحرها بجانب هلع من المواطنين بوجود نوع جديد من الملاريات مصحوبة بتشنجات
لكن وزارة الصحة في السودان نفت الأمر وأكدت خلو الولاية من أي نوع من الملاريات الوبائية. وشهدت الولاية هذا العام ارتفاعا في معدلات الاصابة بالملاريا مقارنة بالاعوام السابقة بحسب الاحصائيات الرسمية لادارة الملاريا
بوزارة الصحة بالولاية لبعض المؤسسات الصحية حيث كشفت الاحصائية عن ارتفاع عدد الوفيات نتيجة الاصابة بالملاريا الى 51 حالة وفاة في الفترة من الاول من يناير وحتى نهاية اكتوبر الماضي.
وأوضحت الإحصائية التي تحصلت على نسخة منها لعدد 94 مؤسسة صحية من جملة 913 مؤسسة صحية تقدم العلاج المجاني أن عدد المترددين على المؤسسات الصحية
في الفترة من الأول يناير وحتى 30 أكتوبر 2020م بلغ 1386170 وبلغ عدد المصابين بالملاريا 168206 بنسبة 24/5 في المائة من جملة المترددين على المؤسسات الصحية.
أموال فلكية
تبذل وزارة الصحة في السودان بولاية الجزيرة سنويا جهوداً لمكافحة الملاريا والقضاء عليها للحصول علي شهادة خلو الولاية من مرض الملاريا من منظمة الصحة العالمية ولكن يبدو أن الأمر عصي على تجاوز التحدي بخفض معدلات الإصابة
قبل الانتقال إلى مرحلة القضاء عليها رغم الأموال المرصودة كل عام لتمويل حملات الرش بالمبيد ذي الأثر المتبقي الذي يستهدف المناطق المروية والقرى والارياف بتمويل من صندوق الدعم العالمي حيث بلغ حجم التمويل لحملة الرش بتاريخ 2/1/2019 م /(165) مليون
وبلغ حجم التمويل في حملة الرش بتاريخ 31/ 8/ 2019م (160 ) مليون وارتفع حجم التمويل لحملة الرش بتاريخ 13/9/ 2020م الى( 267) مليون جنيه وبلغ حجم التمويل لمكافحة الملاريا في 5 مدن هي الحصاحيصا والمناقل ومدني والكاملين ورفاعة بدعم من الصحة الاتحادية بلغ 10 ملايين بتاريخ 31/10/2020م
ليبقى السؤال عن خطورة وجود الملاريا قائما ونسبة الاصابة في تزايد وكذلك حصاد الارواح بسبب الملاريا ايضا في تزايد ، خاصة وان مواطني الولاية يعانون اشد معاناة من الملاريا ويكاد لايخلو أي بيت من اصابة بالملاريا.
خسائر بالأرقام
للملاريا تاريخ طويل وقصص لا تنتهي بولاية الجزيرة و تعتبر احد الأمراض المستوطنة وذلك لطبيعة بيئتها المروية وكشفت الإحصائية الرسمية لإدارة الملاريا بالولاية عن وفاة (51) شخصاً بالملاريا خلال الفترة من يناير
وحتى أكتوبر الماضي مقارنة بعدد 51 حالة وفاة في الفترة من يناير وحتى ديسمبر للعام2019م. وأوضحت الإحصائية التي تحصلت عليها لعدد(94) مؤسسة صحية من جملة (913) مؤسسة صحية تقدم العلاج المجاني أن عدد المترددين
على المؤسسات في الفترة من الأول من يناير وحتى31 أكتوبر الماضي بلغ 1386170 وبلغ عدد المصابين بالملاريا 168206 بنسبة 24.5% من نسبة المترددين مقارنة بتردد 1437904 خلال الفترة من يناير وحتى ديسمبر 2019م وبلغ عدد المصابين بالملاريا 155334 بنسبة 23.8 من نسبة المترددين خلال الفترة .
شكاوى مريرة
وشكا عدد من المواطنين من انتشار الباعوض وزيادة نسبة الإصابة بالملاريا وظهور أنواع غريبة من الحالات المرضية بجانب غياب أعمال الرش في بعض المناطق
وانعدامه تماما فضلا عن عدم توفر العلاج المجاني كما أعلن من الجهات الرسمية بحسب افادة المواطنين وقال المواطن معاوية مجذوب يسكن بركات النموذجية أن
الانتشار المكثف للباعوض أدى إلى زيادة نسبة الاصابة بالملاريا ويكاد لا يخلو منزل من الاصابة بالملاريا. فيما اشار المواطن محمد عبد الله يسكن منطقة فداسي الى أن المراكز الصحية بالمنطقة تشهد ازدحاما غير مسبوق من قبل مرضى الملاريا
وارجع السبب المباشر في تفشي الملاريا بالمنطقة والسودان ككل الى عدم عملية مكافحة الباعوض بالرش كما هو معروف كل موسم اضافة الى وجود كسورات مياه التي تؤدي الي توالد الباعوض.
واضاف أنه بالرغم من أن موسم انتشار الباعوض معروف فيجب على وزارة الصحة مخاطبة الاجهزة المعنية من ادارة هيئة المياه لإصلاح الكسورات وكذلك مشروع الجزيرة وأيضا وزارة الزراعة لدرء أي خطر على صحة المواطن .
الصحة
وقال معاوية عبد القادر رئيس المكافحة المتكاملة في السودان بولاية الجزيرة لنواقل الامراض بإدارة الملاريا بالولاية إن الفترة الماضية تم فيها تنفيذ عمل عبر محورين لمكافحة الناقل بتنفيذ حملة الرش بالمبيد ذي الأثر المتبقي خلال الفترة من18/9 وحتى 20/10 الماضي
تم من خلالها تغطية المناطق الريفية والمروية اضافة الى تنفيذ حملة رش بتاريخ 19اكتوبر الماضي لمدة 15 يوما تم فيها تغطية المدن الخمس بالولاية بتمويل من وزارة الصحة الاتحادية في السودان
واشارعبد القادر في حديثه الى تنفيذ عمل في مكافحة الاطوار المائية في السودان بالتفتيش المنزلي عبر عدد 200 عامل تم توزيعهم على مدن رفاعة-المناقل-الكاملين-مدني
والحصاحيصا إضافة إلى عدد 90 مفتشة منازل لمعالجة مشاكل توالد باعوض (الايديس) الذي يتسبب في الاصابة بالشكنوغونيا – الحمى الصفراء-حمى الضنك- وناقل اساسي للحميات النزفية الذي ينتشر على الشريط النيلي
وطمأن بتكثيف عمل المكافحة في هذا الجانب، معلنا خلو الولاية من تسجيل أي حالة اصابة بملاريا وبائية. ولفت عبد القادر الى وجود عقبات تواجه اداء ادارته بوجود نقص في العمال يقدر بنحو(567) عامل
موضحا أن الحاجة الاساسية في تعيين العمال لتغطية كل الولاية بتقليل مستوى التوالد الى اقصى حد وصولاً للقضاء على الملاريا تماما.
من جانبه قال المدير العام لوزارة الصحة بالولاية د. أحمد المصطفى إن وزارته في السودان تعكف خلال هذه الفترة على التجهيز لمكافحة الملاريا الشتوية وبدء التجهيز لحملة الرش بالمبيد ذي الاثر المتبقي والتي اعتبرها واحدة من
الاستراتيجيات الرئيسية لمكافحة الملاريا في السودان اضافة الى توفير العلاج المجاني، مؤكدا أن علاج الملاريا متوفر حاليا بصورة افضل من الفترة الماضية.
ولفت الى أن الوضع الراهن للملاريا افضل من الفترات السابقة التي شهدت زيادة في نسبة الاصابة ارجعها الى تأخير في تنفيذ حملة الرش بالمبيد ذي الاثر المتبقي.