ذات السيناريو الذي وضعته أمريكا في أفغانستان ضد روسيا في الثمانينيات أيام الاتحاد السوفيتي، بما تم اعتباره فخًا، وهو الاستعانة بالمجاهدين أو المقاتلين الأفغان ومنهم الأفغان العرب، ما أدى إلى إنهاك الاتحاد السوفيتي، وخروجه من هناك لاحقًا،
نقول ذات السيناريو تلجأ إليه اليوم أمريكا بمعية بريطانيا في أوكرانيا، وبما يسمي المقاتلين الأوكران ضد روسيا، وهم مرتزقة مدفوعوا الأجر للذهاب إلى أوكرانيا ومحاربة الروس هناك، وهذه المرة يتم جلبهم من مناطق عربية تدربوا فيها على القتال والإرهاب
«واشنطن بوست» عن مسؤولين غربيين قالت:
( إن واشنطن وحلفاءها يُحضرّون بهدوء لحكومة منفى أوكرانية ولمقاومة طويلة الأمد لمناهضة روسيا
وفي كلتا الحالتين هؤلاء المقاتلون سواء الأفغان أو الأوكران، الأفغان قاتلوا سابقًا، والأوكران يقاتلون اليوم، في صف أمريكا ضد روسيا، ولكأن التاريخ يعيد نفسه رغم اختلاف الظروف ! ذات السيناريو وذات التكتيك وذات البصمة لمن يريد البقاء على كرسي الاستفراد بالعالم!
من الواضح أنها مجددًا حرب الوكالة التي استخدمتها الولايات المتحدة في أكثر من بلد وأكثر من مكان،
ولطالما كان حصانها الرابح هو المرتزقة والتنظيمات الإرهابية وتسليحهم في تدوير الإرهاب من هنا إلى هناك
فهي التي صنعت داعش لتنقله من بلد إلى آخر حسبالحاجة
وهي التي تدعم المليشيات الإرهابية التابعة لإيران لتخريب العديد من الدول العربية،
وهي التي تقف متفرجة بهم على تلال القتل والفوضى من العراق وسوريا وليبيا إلى اليمن والخليج إلخ!
وبالتالي فإن تعبير «المقاومة طويلة الأمد» التي جاءت في صحيفة «الواشطن بوست» لا تخرج عن سيناريو حرب الارتزاق والإرهاب والتنظيمات والعصابات، لإحداث الفوضى والقتل في أوكرانيا، ضد روسيا بعد خروج زيلينسكي الرئيس الأوكراني أو سقوطه
أمريكا تريد رئيسا أوكرانيا جديدا حسب مواصفاتها كعميل وتابع لها، لمواصلة ما بدأه «زيلينسكي» من استفزاز واستنزاف روسيا وهذه المرة يكون الرئيس الجديد بالتصور الأمريكي أيضًا، مدعومًا من المرتزقة القادمين من أماكن مختلفة، فتحت لهم بريطانيا باب التطوع للقتال في أوكرانيا، باسم «المقاومة» وبصفة «المقاتلين الأوكران» أي إكسابهم صفة البطولة، فيما سيقومون به من قتل مأجور وفوضى وتخريب يقفون فيه إلى جانب الجيش الأوكراني، لتكسب أمريكا المكاسب المرشحة من الأزمة الأوكرانية، كما فعلت بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتفككه، حين سقطت أولاً في المستنقع الأفغاني، الذي تريد أمريكا تحويله هذه المرة إلى مستنقع أوكراني لروسيا! فهل تقع روسيا في الفخ الأمريكي مجددًا أم أن للأحداث هذه المرة مسارا آخر!
الرئيس الأمريكي «ريجان»
الذي كان يُسمى «المجاهدين الأفغان» آنذاك بمقاتلي الحرية الأفغان يأتي اليوم بايدن ورئيس الوزراء البريطاني مثله ليسميا المرتزقة الذاهبين إلى أوكرانيا والمقاتلين الأوكران، بأنهم مدافعون عن الحرية وعن الكرامة
ومفهوم الحرية والوصول إليها
هو لتحقيق «الأهداف الأمريكية» التي تضع أوكرانيا وشعبها على مفصلتها! لا يهم إن خرجت أوكرانيا، أو تحولت إلى بؤرة إرهاب جديدة، المهم هو استنزاف وإسقاط روسيا من هناك، حتى وإن دخلت أوكرانيا بالكامل وأعادت ضمها إليها
وهؤلاء المقاتلون مدفوعو الأجر، ماذا ستفعل أمريكا بمن يتبقى منهم بعد انتهاء الدور؟هل ستأويهم أمريكا أو بريطانيا أم ستعيد تصنيفهم كما فعلت مع المقاتلين الأفغان، باعتبارهم مقاتلين أوكران، مجرد إرهابيين يجب التخلص منهم لأن ورقتهم ستكون قد احترقت
سنرى ما ستفرزه الأحداث!!!