السيول تجرف أجزاء من صنعاء القديمة وتحذيرات من كارثة وشيكة

ظلت مدينة صنعاء التاريخية محط أنظار محبي التراث اليمني من باحثين وعلماء وزائرين، كونها مرتبطة بالنشاط السياحي الذي تواجد في فترات زمنية مع نهاية القرن الماضي ومطلع القرن الواحد والعشرين الذي كان له بصمة واضحة في زيادة دور الاقتصاد السياحي والمساهمة في تحسين الناتج المحلي الإجمالي في حينه.

صنعاء محاصرة بالامطار

إلا أن “مدينة صنعاء التاريخية” تتساقط على ساكنيها ولن تصمد طويلاً أمام غزارة الأمطار المتواصلة وستشهد انهيارات كبيرة خلال الفترة القادمة، حسب مختصين تحدثوا لـ”المهرية نت” في هذا التقرير عن أخطر مرحلة تمر بها المدينة وسط تجاهل كبير للإنذارات الاستباقية المقدمة منهم إلى حكومة الحوثيين.

وقالت دعاء الواسعي، رئيس مؤسسة عرش بلقيس، (غير حكومية)، لـ”المهرية نت”: إن المنازل القديمة الوقعة غربي الجامع الكبير مهددة بالانهيار مع غزارة الأمطار.

وأفادت أن المؤسسة اليوم وثقت انهيار بيت عصدة وانسداد الشارع وأن كارثة إنسانية وتاريخية ستحل بالمدينة بانهيار المباني المجاورة له والذي أمامه “بيت الدرم”.

وأشارت بأن سقوط منزل تلو الآخر يعد بحاجة إلى توجه حكومي عاجل وحملة شعبية وسعي حثيث لدى المنظمات المعنية بالتراث.

وتؤكد الواسعي،  أن عشرات المنازل ستشهد انهيارات كبيرة خلال الفترة القادمة، ولا وجود  لإحصائيات محددة عن الأضرار التي لحقت بالمباني الأثرية حتى هذه اللحظة مع استمرار هطول الأمطار الغزيرة على مدينة صنعاء.

سكوت المسؤولين رغم حجم الانهيار

ولم تجد المناشدات والمطالبات بإنقاذ المدينة آذانا صاغية، حيث تؤكد الواسعي قائلة: طالبنا الجهات الرسمية بالتدخل السريع لإنقاذ المنازل والمباني المتضررة بسبب سوء الأحوال الجوية وغزارة الأمطار وتدفق السيول، وقمنا بالمطالبات للجهات الرسمية والمنظمات الدولية والمحلية بالتدخل السريع.


كما قال جمال الحضرمي، المهتم بالآثار اليمنية إن المدن التاريخية والمعالم الأثرية تظل محل دعوة لكل الحكومتين(الحكومة الشرعية وحكومة الحوثي غير المعترف بها دوليا) من أجل إنقاذ مدينة صنعاء التاريخية ودعمها ودعوة منظمة اليونسكو للتدخل من أجل ترميم ما تحطم من بيوت ومعالم وأجزاء من سور صنعاء وزبيد ووضع المشاريع العاجل للترميم والصيانة لها .

ودعا المختصين في وزارة الثقافة للقيام بدورهم من أجل حماية المعالم التاريخية والحفاظ على المدن والمواقع الأثرية والمعالم الطبيعية والبيئية التي دعت اليونسكو للحفاظ عليها في اليمن.