أصدر إعلام شرطة ولاية الخرطوم بياناً كشف فيه تفاصيل خطيرة حول عنف المتظاهرين خلال مشاركتهم في مواكب 30 يونيو 2022م. وقالت الشرطة في البيان أن المواكب إصطدمت بالحواجز الأمنية في شروني وكبري أبوعنجة وكبري المك نمر والمنشية مخالفة بتحدي علني قرارات لجنة تنسيق شؤون الأمن بالولاية. وإعتدت على القوات بالمواقع الفاصلة للمواقع السيادية والإستراتيجية بتشكيلات ومارشات عسكرية وجلالات حماسية ولبس واقي دروع (درق) وخوز رأس وملتوف حارق وحجارة وحديد مصنع لإتلاف لساتك السيارات.
وأكدت الشرطة أنها تعاملت مع المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه فقط. وأضاف بيان الشرطة: (قام تنظيم يسمى بملوك الإشتباك وغاضبون بلا حدود بالإعتداء على القوات وإتلاف عربات الدفع المائي على مرأى ومشهد من الجميع بطريقة إنتحارية بتسلق العربات وإشعال النيران في الأشجار بالحدائق واللساتك شرق كبري النيل الأبيض جوار الفنادق والمسجد وتم القبض على عدد من المتهمين وفتح بلاغات تحت المواد 77/69/182/139 من القانون الجنائي.
وكشفت الشرطة عن إصابة 96 من منسوبي الشرطة و129 من القوات المسلحة بعضهم إصابات خطرة. كما أفادت بأن هنالك معلومات بوفاة 6 أشخاص لم ترد أية بلاغات لأقسام الشرطة بالولاية. وأكدت قوات الشرطة حرصها على القيام بواجبها في حماية الجميع وأشادت بإستجابة النائب العام ووزير العدل بتكليف مستشارين ووكلاء نيابة على مستوى عال كمراقبين ومرافقتهم للقوات خلال الأحداث وهم شهود على ما تم.
وأكدت تقارير ومعلومات موثوقة أن التحضيرات التي سبقت مواكب 30 يونيو شددت على ضرورة الإشتباك مع القوات النظامية وإنتهاج العنف والإصطدام والمواجهة من بعض الكيانات كملوك الإشتباك وغاضبون وغيرها. وذلك لأجل خطة مرسومة تهدف إلى إراقة المزيد من الدماء للضغط على المكون العسكري عبر الإدانات الدولية ومحاصرة الشرطة وبقية القوات النظامية لترخي قبضتها عن حماية الممتلكات العامة حتى يتسنى لبعض المتظاهرين التدمير والتخريب.
وقال خبراء ومحللون سياسيون أن خطة 30 يونيو الأساسية ترتكز على ضغط المكون العسكري بالتظاهرات وتزايد أعداد الوفيات والجرحى خلال المواكب لكسب المزيد من الأراضي على طاولة التفاوض وكسب تعاطف المجتمع الدولي وتقوية الشق المدني الذي يعاني من الضعف وإنفضاض الجميع من حولهم. وقال الخبراء أن ما تم في 30 يونيو محسوب بدقة والدليل على ذلك هرولة المجتمع الدولي إلى إصدار البيانات المنددة والتلويح بالعقوبات حتى قبل صدور الروايات الرسمية من المسؤولين في السودان.
وأكد الخبراء أن سيناريو 30 يونيو ربما يخفي بداخله بعض التدابير مع جهات وحركات مسلحة غير موقعة على إتفاق السلام لتنفيذ مخطط إنقلابي على الحكومة الحالية. وتم رسم المشهد بمظاهرات عنيفة ومن ثم تعم الفوضى الأرجاء ويتم الإعلان وسط هذه الأوضاع المرتبكة عن تغيير النظام. ولكن هذه الخطة تم كشفها قبل 30 يونيو وعلم الجميع أن حزب البعث كان يخطط لذلك رغم أن الأخير نفى أي إتجاه داخل الحزب للتخطيط لإنقلاب.
من جانبه قال المحلل السياسي عصام حسن أن تغطية بعض الفضائيات للأحداث في السودان إنحسرت بشكل كبير خلافاً لما كان في السابق. وقال عصام أن بعض الكاميرات وثقت لأحداث عنف وروح عدائية من قبل المتظاهرين تجاه القوات النظامية إلى جانب الهتافات المستفزة، مشيراً إلى أن بعض الكيانات التي تقود الحراك في الشارع تم تدريبها بمستوى عال على الإشتباك وإستخدام بعض الأسلحة الخفيفة، مما نتج عنه الأعداد الكبيرة من المصابين في أوساط القوات النظامية.
وحذر عصام من تطور مثل هذا الأمر في المستقبل ليصل بنا إلى تطورات شبيهة بما حدث في ليبيا وسوريا واليمن. وقال عصام حسن أن التصعيد المستمر من قبل المعارضة رغم الدعوات للحوار لن يجدي ولن يفيد خاصة وأن المكون العسكري أعلن صراحة في حديث لرئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قبل يومين تطلعهم إلى اليوم الذي يرون فيه حكومة وطنية منتخبة تتسلم منهم عبء إدارة البلاد، وأن الطريق الوحيد لذلك إما بالتوافق الوطني الشامل أو الذهاب إلى الإنتخابات، وليس بالدعوات إلى التظاهر والتخريب.