من المفترض أن تكون البلاد قد استعدت للإنتخابات. ولكن تعقيدات المشهد ربما تلغيها تماما. لأن قحت المركز قد تسنمت القيادة عبر صندوق الشرعية الثورية المتوهم سرقة وفهلوة. ومازالت تدفع بالغالي والنفيس من أجل العودة للكرسي المفقود بسبب الفشل الذي أصبح عنوانا لها ومادة تندر في الشارع. تارة بالمظاهرات العبثية صراخا وعويلا. وتارات أخرى عبر بوابة السفارات عمالة وارتزاق (على عينك يا تاجر). لأنها تعلم أن حظها من الحكم عبر صندوق الناخب الشرعي عدم. أضف لذلك حالة الإحتقان الحالية دافعة للعسكر من زاوية الواجب الوطني المحافظة على سلامة الوطن أرضا وشعبا. وهذه رسالة واضحة لقحت المركز أن تعبد الطرق للتحول الديمقراطي وفق التراضي الوطني والمصالحة الشاملة إن أرادت حكما مدنيا مع بقية القوى السياسية بما في ذلك الإسلاميين. خلاف ذلك سوف تحلم بالديمقراطية. كما نقل موقع عزة برس عن جريدة الواشنطن بوست حيث قالت: (جهود العالم في سعيه لترسيخ الديمقراطية فى السودان مهمة مستحيلة بناء على حصاد الفترة الانتقالية). وللأسف أصبحت تجربة قحت المركز مقياسا للتحول الديمقراطي من عدمه. ومن هنا نحمل قحت المركز مسؤولية ضياع التحول الديمقراطي. وإدخال البلد في (حيص بيص). وهذا يعني تهيئة الطريق لشمولية قادمة فرضتها صبيانيتها. وخلاصة الأمر يمكننا ربط تصريحات (القيادي) الأول بقحت المركز والحاكم العام لسودان الفترة الإنتقالية (فولكر) بأن الإنتخابات غالبا ما تعيد الإسلاميين للمشهد أو حكم العسكر مع خبر الواشنطن نجزم بأن المجتمع الدولي بعد خسرانه الرهان وهو على صهوة جواد قحت الأعمش. بات مرجحا لكفة الشمولية في الوقت الراهن وعلى المدى المتوسط أيضا. لتيقنه التام بأن قحت المركز مازالت في طور الشرنقة.
الأربعاء ٢٠٢١/١٢/٢٩