عثر على أشلاء جثث وحطام وقطعة ملابس أطفال الأحد قبالة سواحل العاصمة الاندونيسية جاكرتا حيث تحطمت طائرة بوينغ وعلى متنها 62 شخصا.
ورُصدت إشارة صادرة من الطائرة أثناء عمليات البحث المكثفة في بحر جاوة، بينما يبدو من المستبعد العثور على ناجين.
وكانت الطائرة التابعة لشركة سريويجايا الإندونيسية والتي تربط جاكرتا ببونتياناك في جزيرة بورنيو، فقدت الاتصال بمراقبي الحركة الجوية السبت بعيد الساعة 14,40 بالتوقيت المحلي (07,40 ت غ) بعد نحو 4 دقائق على إقلاعها.
لم تعط السلطات أي تفاصيل حتى الآن عن الأسباب المحتملة للحادث.
وقال المتحدث باسم الشرطة يسري يونس “تسلمنا هذا الصباح حقيبتين إحداهما يحتوي على أغراض تعود للركاب والأخرى فيها أشلاء جثث”، مشيرا الى ان الشرطة “تعمل على تحديد هويات” الضحايا.
وتم نقل قطع من الحطام إلى ميناء جاكرتا الرئيسي، بينها إطار طائرة وبنطال طفل، وفق مراسل وكالة فرانس برس.
انتشار فرق الانقاذ والجيش
يشارك المئات من عناصر فرق الإنقاذ والبحرية و 10 سفن حربية ومروحيات وغواصين في عمليات البحث في البحر.
في ثلاثة مواقع على الأقل، وضع الغطاسون عوامات برتقالية ويتم استخدام أجهزة سونار من أجل تحديد موقع الهيكل ، وفقًا لمراسل وكالة فرانس برس في المكان.
وقال قائد القوات المسلحة الإندونيسية هادي تجاهجانتو إنّ سفينة تابعة لقوات البحرية “رصدت إشارة من الطائرة إس جاي 182” موضحا أن “فريق غطاسين باشر الغطس وعثر على أجزاء من الطائرة وقطع تحمل أرقام تعريف وسواها”، وفق ما نقلت عنه وزارة النقل في بيان.
ولم توضح الوزارة ما إذا كانت الإشارة صادرة عن الصندوق الأسود للطائرة.
واختفت عن رادارات المراقبة فوق بحر جاوة بعيد إقلاعها من مطار سوكارنو هاتا الدولي في جاكرتا.
وكانت تقل خمسين راكبا بينهم عشرة أطفال وطاقما من 12 فردا، جميعهم إندونيسيون، بحسب السلطات.
وكان أقارب ركاب الطائرة ينتظرون الأنباء بقلق في مطار بونتياناك مساء السبت.
وقال يمان زي وهو يبكي “لدي أربعة أفراد من عائلتي على متن الطائرة، زوجتي وأولادي الثلاثة”. واضاف “أرسلت لي زوجتي صورة للطفل اليوم … قلبي محطم”.
سقوط مفاجئ
ووفقا لبيانات موقع “فلايت رادار 24″، حلقت الى ارتفاع يناهز 11 ألف قدم (3,350 كلم) قبل أن تهبط فجأة إلى 250 قدما ويفقد برج المراقبة الاتصال بها.
وقال وزير النقل الإندونيسي بودي كاريا سومادي السبت إن الطائرة انحرفت على ما يبدو عن مسارها قبل أن تختفي عن الرادار.
وقال صيادون كانوا قرب الموقع في تصريحات لشبكة سي إن إن إندونيسيا ووسائل إعلام محلية إنّهم سمعوا انفجارا واحدا على الأقل لحظة الحادث، وهو ما لم تؤكده السلطات.
في تشرين الأول/أكتوبر 2019 قتل 189 شخصا عندما تحطمت طائرة من طراز بوينغ 737 ماكس تابعة لخطوط لايون الجوية، في بحر جاوة بعد 12 دقيقة من إقلاعها من جاكرتا في رحلة تستغرق ساعة.
وتسبب هذا الحادث ومن بعده كارثة تحطم طائرة من الطراز ذاته في إثيوبيا، بفرض غرامة بقيمة 2,5 مليار دولار هذا الأسبوع على شركة بوينغ الأميركية لاتهامها بخداع السلطات خلال عملية المصادقة على طائرة ماكس-737. وتم وقف هذه الطائرات عن التحليق بعد الكارثتين الداميتين.
غير أن الطائرة التي تحطمت السبت لا تنتمي إلى هذا الجيل الجديد من طائرات شركة بوينغ، بل هي من طراز 737 “الكلاسيكي” الذي يعود إلى 26 عاما.
وشهد قطاع الطيران في اندونيسيا عدداً من الحوادث في الأعوام الأخيرة، وتم في السابق حظر شركات طيران محلية عدة في أوروبا.